للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنفعة النار تختص بالإنسان دون سائر الحيوان. فلا يحتاج إليها شىء سواه، وليس به عنها غنى فى حال من الأحوال.

ولهذا عظمتها المجوس، [١] وقالوا: إذ أفردتنا بنفعها، فنفردها بتعظيمها. على أنهم يعظمون جميع ما فيه منفعة على العباد، فلا يدفنون موتاهم فى الأرض، ولا يستنجون فى الأنهار.

٢- ذكر أسماء النار

(وأحوالها فى معالجتها وترتيبها) أما أسماؤها، فمنها:

النار، والصّلاء، والسّكن، والضّرمة، والحرق، والحمدة (وهو صوت التهابها) ، والحدمة، والجحيم، والسّعير، والوحى.

وأما تفصيل أحوالها ومعالجتها وترتيبها، فقد قال الثعالبىّ فى فقه اللغة:

إذا لم يخرج الزّند النار عند القدح، قيل: كبايكبو.

فإذا صوّت ولم يخرج، قيل: صلد يصلد.

فإذا أخرج النار، قيل: ورى يرى.

فإذا ألقى الإنسان عليها ما يحفظها ويذكيها، تقول: شيعتها وأثقبتها.

فإذا عالجها لتلتهب، قال: حضأتها وأرّثتها [٢] .

فإذا جعل لها مذهبا تحت القدر، قال: سخوتها.


[١]
guebres.mages.
عند الفرنسيين. والمجوس لفظ مشتق من «موغ» و «مغ» ومعناه النور فى اللغة الطورانية.
[٢] فى فقه الثعالبى: وأرشيها بالشين وعبارة القاموس فى مادة (ارش) وتأريش النار تأريثها.