للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر أخبار الملك العادل نور الدين أبى القاسم محمود ابن أتابك عماد الدين أبى سعيد زنكى بن أقسنقر]

قد ذكرنا أنه لما مات والده رحمه الله فى شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسماية، توجه بخاتمه إلى حلب وملكها، وذكرنا أيضا ما كان بينه وبين أخيه سيف الدين غازى رحمه الله، وما اتفقا عليه، فلنذكر من أخباره خلاف ذلك. ولنبدأ بغزواته وفتوحاته؛ ثم نذكر ما استولى عليه من الممالك وغير ذلك.

[ذكر الغزوات والفتوحات النورية وما استنقذة من أيدى الفرنج]

[ذكر عصيان مدينة الرها وفتحها الفتح الثانى ونهبها]

قال: لما قتل أتابك زنكى كان جوسكين الفرنجى صاحب الرها فى ولايته وهى تل باشر، فراسل عامة أهل الرها من الأرمن وحملهم على العصيان والامتناع على المسلمين، فأجابوه إلى ذلك. فسار فى عساكره إلى الرها وملك البلد، وامتنعت عليه القلعة بمن فيها فسار نور الدين، وجد السير إليها. فلما قاربها هرب جوسكين عنها، وعاد إلى بلده، ودخل نور الدين البلد. ونهب المدينة، وسبى أهلها، فخلت منهم ولم يبق بها إلا القليل، وذلك فى سنة إحدى وأربعين وخمسماية. وفى سنة اثنتين وأربعين وخمسماية،