للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«إن شريعتنا متقدّمة، والدّولة كانت لنا ثم صارت إليكم، فجرتم علينا بالجزية والذّلّة، فمتى كان منكم إلينا إحسان حتى تطالبونا بمثله!. إن ما نعناكم قاتلتمونا، وإن سالمناكم أهنتمونا، فإذا وجدنا لكم فرصة فماذا تتوقّعون أن نصنع بكم» . ثم تمثل فى آخرها ببيتين:

بنت كرم غصبوها أمّها ... ثم داسوها، هوانا، بالقدم

ثم عادوا حكّموها فيهم ... وأناهيك بخصم قد حكم!

[ذكر مخالفة منجوتكين بدمشق وحربه وأسره وسبب ذلك]

كان سبب ذلك أن ابن عمار أظهر الكتاميين وبالغ فى الإحسان إليهم، وخوّلهم فى الأموال وبسط أيديهم، وفرّق فيهم ما خلّفه العزيز.

قال بعض المؤرخين: إن العزيز كان عنده عشرون ألف عليقة ما بين فرس وبغل، وجمل وحمار، ومن الأموال ما لا يدخل تحت الإحصاء؛ ففرّق ابن عمار ذلك فيمن أراد اصطناعه. فلما كان فى سنة سبع وثمانين ومائتين انبسطت يد كتامة وجاروا على النّاس بديار مصر، وامتدّوا لأخذ أموالهم، ثم اجتمع مشايخهم وحسّنوا للحسن بن عمار قتل الحاكم. فعلم برجوان بذلك، فبالغ فى حفظ الحاكم وضم إليه شكر العضدى من غلمان عضد الدّولة بن بويه. وكاتبا منجوتكين أمير دمشق يعرّفانه ما عزم عليه ابن عمّار، وأنه بسط يد كتامة فى الأموال ومكنهم من الجور وأنهم حصروا الحاكم بقصره، وأشارا عليه أن يقصد مصر ليكون عوضا عن الحسن بن عمّار.