للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شمس وبنى فسقيّة عظيمة وحمل إليها الخمر فى الرّوايا وأخرج جميع من فى قصره من الملاهى والقيان إلى الخركاة وهم يغنون بأصوات مرتفعة ويستقون من فسقيّة الخمر، ويطوفون بالخركاة، يضاهون بذلك البيت المعظّم وزمزم، ويقول: هذا أطيب من زيارة حجارة، وسماع صوت كريه، وشرب ماء آسن. فآخذه الله تعالى وعجّل العقوبة، وأراه الذّلّ مع قيام سلطانه، وسلّط عليه أنصار دولته حتّى نهبوا أمواله واستولوا على قصره، ولم يبق له إلّا بساط فجذبوه من تحته. وصار إذا ركب لا يجد ما يركبه حامل مظلّته إلّا أن يستعار له بغلة ابن هبة، صاحب ديوان الإنشّاء، وكلّ خواصّه مشاة ليس لهم دواب يركبونها؛ وكانوا إذا مشوا يتساقطون فى الطّرفات من الجوع. وكانت ابنة بابشاذ تبعث إليه برغيفين فى كلّ يوم «١» . وهذه عاقبة الطغيان والاستهتار.

وكان له أولاد منهم: أبو القاسم أحمد، وأبو المنصور نزار، وأبو القاسم محمد، وأبو الحسين جعفر «٢» ، وغيرهم.

ووزر له جماعة «٣» وهم: أبو القاسم الجرجرائى الأقطع، وزير والده، إلى أن توفّى، فاستوزر من ذكرناهم [٧٢] إلى آخر سنة أربع وخمسين.

وتكرّر بعضهم فى الوزارة مرارا واستوزر ابا غالب عبد الظّاهر بن فضل العجمى غير مرّة، دفعة فى جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وصرف بعد