للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له العجمىّ: الماشى على الأرض أملك لها. فلمّا سمع منه ذلك جمع أمواله وهرب إلى لكّ قرية من قرى برقة. فعند ذلك ضعفت قوّة نزار وأفتكين، فاضطرّ إلى مسالمة الأفضل [وبعثا] «١» يطلبان الأمان، فأمّنهما وفتحت البلد.

ودخل الأفضل الإسكندرية وقبض على نزار وأفتكين، وسيّرهما إلى مصر، وكان آخر العهد بنزار. قيل إنّه جعله بين حائطين إلى أن مات. وكان مولده فى عاشر شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. وأمّا أفتكين فإنه أظهر قتله بعد ذلك للناس. وأمّا محمود بن مصال فكاتبه الأفضل ورغّبه فى العود، فعاد إلى مصر، فأكرمه الأفضل.

وفى سنة تسعين وأربعمائة خطب الملك رضوان «٢» صاحب حلب للمستعلى بالله أربع جمع «٣» ، ثم قطع خطبته، على ما ذكرناه «٤» فى أخبار الدولة السلجقية والله أعلم.

ذكر استيلاء أمير الجيوش على البيت المقدّس

وفى شعبان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة خرج الأفضل أمير الجيوش بعساكره إلى الشام ونزل على البيت المقدس، وهو فى يد الأمير سقمان