للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقصده الفرنج عند عجزهم عن فتح عكّا، وحصروه نيّفا وأربعين يوما، ونصبوا عليه برجين، أحدهما من ناحية صهيون «١» ، فأحرقه المسلمون وقتلوا جميع من فيه من الفرنج.

فلمّا فرغوا من ذلك أتاهم الصّارخ أن المدينة قد ملكت من الجانب الآخر، وهو الجانب الشّمالى، وركب النّاس السيف ولبث الفرنج أسبوعا يقتلون فيهم.

واحتمى جماعة من المسلمين بمحراب داود وقاتلوا فيه ثلاثة أيام، فبذل لهم الفرنج الأمان، فسلّموه إليهم، فوفوا لهم؛ وخرجوا ليلا إلى عسقلان وأقاموا بها.

وقتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفا، منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم، وعبّادهم وزهّادهم، ممّن فارق أهله، ووطنه وجاور بذلك الموضع الشّريف. وأخذوا منّ عند الصّخرة نيّفا وأربعين قنديلا من الفضّة، زنة كلّ قنديل [ثلاثة آلاف وستمائة درهم، وأخذوا تنورا من فضة وزنه] «٢» أربعون رطلا بالرّطل الشامى «٣» ؛ وأخذوا من القناديل الصّغار مائة وخمسين قنديلا من الفضّة؛ ومن الذهب نيّفا وعشرين قنديلا. وغنموا ما لا يقع عليه الإحصاء.