للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحبها، وأجزل له فى العطيّة وأقطعه أعمال الزّبدانى؛ وذلك فى المحرم سنة أربع وخمسمائة «١» .

[ذكر ملكهم مدينة صيدا]

وفى جمادى الأولى «٢» سنة أربع وخمسمائة ملك الفرنج مدينة صيدا، وكانت من جملة ما هو بيد طغزتكين صاحب دمشق. وذلك أنّه وصل فى البحر ستّون مركبا للفرنج مشحونة بالرّجال والذّخائر مع بعض ملوكهم «٣» ، ليحجّ إلى القدس ويغزو «٤» المسلمين بزعمه؛ فاجتمع به بغدوين صاحب القدس وقرّر معه الغزو فنزلوا «٥» على مدينة صيدا فى ثالث شهر ربيع الآخر، وضايقوها فى البرّ والبحر، ومنعوا الأسطول المصرىّ من الوصول إليها، وكان بساحل مدينة صور، فعمل الفرنج برجا من الخشب وأحكموه، وجعلوا عليه ما يمنع النّار والحجارة عنه، وزحفوا به. فلمّا عاين أهل صيدا ذلك ضعفت نفوسهم وأشفقوا أن يصيبهم مثل ما أصاب أهل بيروت؛ فأرسلوا قاضيها ومعه جماعة من شيوخها إلى الفرنج وطلبوا الأمان، فأمّنهم على نفوسهم وأموالهم والعسكر الّذى عندهم، ومن أراد المقام بها «٦» عندهم أمّنوه،