للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّلع [١] والعشر [٢] ، ويصعدون بها إلى جبل وعر، ويشعلون فيها النار، ويضجّون بالدعاء والتضرّع. وكانوا يرون ذلك من الأسباب المتوصّل بها إلى نزول الغيث [٣] . وفى ذاك يقول الوديك الطائى:

لا درّ درّ رجال خاب سعيهم، ... يستمطرون لدى الأزمات بالعشر!

أجاعل أنت بيقورا مسلّعة ... ذريعة لك بين الله والمطر؟

وقال أمية بن أبى الصّلت:

ويسوقون باقر السّهل للطّو ... د مهازيل خشية أن تبورا.

عاقدين النّيران فى بكر الأذ ... ناب منها، لكى تهيج النّحورا.

سلع ما ومثله عشر ما ... عائل ما وعالت الببقورا.

٣- نار الزائر والمسافر. ويسمونها نار الطّرد. وذلك أنهم كانوا إذا لم يحبوا رجوع شخص، أوقدوا خلفه نارا ودعوا عليه. ويقولون فى الدعاء: أبعده الله وأسحقه! وأوقدوا نارا إثره. قال الشاعر:

وجمّة قوم قد أتوك ولم تكن ... لتوقد نارا خلفها للتندّم.


[١] قال العلامة الدكتور أوغمت هفتر الألمانى والأب المحقق الفاضل لويس شيخو اليسوعى فى حاشية صفحة ٣٦ متن كتاب النبات والشجر الأصمعى الذى عنيا بتحقيقه وطبعه فى بيروت سنة ١٩٠٨، ما نصه:
السلع نبات. وقيل شجر مر، وقيل أنه سمّ. له ورقة صغيرة شاكة كأن شوكها زغب. وهو بقلة تنفرش كأنها راحة الكلب.
[٢] قال الفاضلان المذكوران فى ذلك الموضع أيضا مانصه: «قيل إن العشر من كبار شجر العضاه وهو ذو صمغ حلو وحرّاق مثل القطن. يقتدح به. وهو عريض الورق. يخرج من شعبه ومواضع زهره سكر فيه شىء من المرارة يقال له سكر العشر. ويخرج له نفاخ كشقاشق الجمال. وله نور كالدفلى، مشرق حسن النظر. وله ثمر:
l AselePiasgigaN tea.Le AselePiade:FoRsk GalotRoP isPRoeRa:
[٣] أما الافرنج والأمريكان فى هذا العصر فانهم يستنزلون الغيث باطلاق المدافع لاحداث الدوىّ والضجيج والالتهاب فى الجو..