للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقاتله، ومنهم من التحق به؛ ثم انجلى الأمر بعد ساعة عن دخول طلائع إلى القاهرة والعساكر بين يديه. وشقّ القاهرة وهو لابس السّواد، وأعلامه سود كذلك حزنا على الظّافر، وشعور نساء القصر التى سيّرت إليه على الرّماح «١» .

ونزل طلائع دار المأمون الّتى كان بها نصر بن عبّاس، وأحضر الخادم الذى كان مع الظّافر لمّا قتل وأعلمهم بمكانه، فأخرج وغسّل وكفّن، وحمل فى تابوت على أعناق الأمراء والأستاذين، وابن رزّيك يمشى أمام التّابوت. وأتوا به إلى القصر فصلّى عليه ابنه الفائز ودفن فى تربتهم بالقصر وجلس الفائز فى بقيّة النّهار، وخلع على ابن رزّيك بالموشّح والعقد، وعلى ولده وإخوته وحاشيته، وقرئ سجلّه «٢» بالوزارة، ونعت بالملك الصّالح. وقبض على جماعة من الأمراء وقتلهم، فى ثالث عشرى شهر ربيع الأول من السنة وفى سنة خمسين وخمسمائة خرج الأمير تميم «٣» ، متولّى إخميم وأسيوط، على الصّالح، وجمع جمعا صالحا «٤» ، فأخرج إليه الصّالح عسكرا، فالتقوا واقتتلوا، فقتل تميم فى سابع عشر رجب.

وفى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة انفسخت الهدنة بين الصّالح بن رزّيك والفرنج، فجهّز الصّالح الجيوش والسّرايا إلى بلاد الفرنج.

فوصلت سريّة إلى عسقلان وغنمت وعادت سالمة. وجهّز المراكب فى