للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النّبوة «١» ؛ واتّخذ الفوز سبيلا «وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا)

«٢» .

وخرج من عند العاضد وركب إلى دار الوزارة وسكنها، واستقلّ بالأمر. واستعمل على الأعمال من يثق به من كفاة أصحابه، وأقطع البلاد لعساكره. وأرسل إلى ديوان الإنشاء بالقصر يطلب من يكتب بين يديه، فأرسل إليه متولى الديوان القاضى الفاضل عبد الرّحيم البيسانى؛ وظن رؤساء ديوان المكاتبات أنّ هذا الأمر لا يتمّ، وأن «٣» أسد الدّين يقتل عن قريب كما قتل غيره، فأرسلوا إليه القاضى الفاضل وقالوا لعلّه يقتل معه. فكان من أمره ما كان.

ولم تطل مدّة أسد الدّين فى الوزارة بل انقضت أيامه، وفاجأه حمامه، فتوفّى فى يوم السّبت لثمان بقين من جمادى الآخرة من السّنة.

واختلف فى سبب وفاته، فقيل إنّه مات فجأة، وقيل بعلّة الخوانيق، وقيل بل سمّ. فكانت مدّة وزارته خمسا وستّين يوما «٤» ؛ وعمل عزاؤه ثلاثة أيام، وحمل إلى المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصّلاة