للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القصور قراقوش الخصىّ، وكان من مماليك عمّه أسد الدين ليطالعه بما يتجدّد بالقصور.

قال: ولما قتل مؤتمن الخلافة ثار السّودان لذلك وأخذتهم الحميّة، وعظم عليهم قتله، لأنّه كان رأسهم ورئيسهم، فحشدوا واجتمعوا، فزادت عدّتهم على خمسين ألف عبد؛ وكانوا أشدّ على الوزراء من العسكر. فندب الملك الناصر العسكر لقتالهم، وقدّم على العسكر أبا الهيجاء السّمين؛ فالتقوا بين القصرين واقتتلوا، فقتل من الفريقين جمع كثير. [١٠٩] فلمّا رأى الملك النّاصر قوّتهم وشدة بأسهم أرسل إلى محلّتهم المعروفة بالمنصورة «١» ، خارج باب زويلة، فأحرقها؛ فاتّصل ذلك بهم، فضعفت نفوسهم، فانهزموا إلى محلّتهم فوجدوا النّيران تضرم فيها. واتّبعهم العسكر فمنعهم من إطفائها «٢» . ودام [القتال] «٣» بينهم أربعة أيّام، نهارا وليلا، إلى يوم السّبت الثامن والعشرين من ذى القعدة؛ فخرجوا بأجمعهم إلى الجيزة وقد أيقنوا بالهلاك، وخرج إليهم تورانشاه أخو الملك النّاصر فقتلهم، ولم ينج منهم إلا اليسير. وكتب الملك الناصر إلى ولاة البلاد بقتل من يجدونه منهم، فقتلوا من عند آخرهم.

وبقى الملك النّاصر يخشى من أهل القصر لما فعله بمؤتمن الخلافة جوهر، فكان جوهر هذا سبب زوال ملك الدّولة العبيديّة وجوهر القائد سبب ملك المعزّ للبلاد؛ فشتان بين الجوهرين.