للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكين «١» مقطع حرّان يطلبه إلى البلاد ويعده المساعدة. فسار وعبر الفرات، وكاتب ملوك الأطراف [١١٦] ووعدهم، وبذل لهم البذول على نصرته فأجابه نور الدّين محمد صاحب حصن كيفا. فسار الملك النّاصر إلى مدينة الرّها فحصرها فى جمادى الأولى، وداوم الحصار، فطلب صاحبها فخر الدّين مسعود الزّعفرانى الأمان، فأمّنه وتسلّم البلد، وصار صاحبها فى خدمته؛ وتسلّم القلعة. فلما ملكها سلّمها لمظفّر الدّين صاحب حرّان. ثم سار عنها إلى الرّقّة وكان بها مقطها قطب الدّين ينال بن حسان المنبجى، فملكها، وسار صاحبها إلى عز الدّين أتابك. وسار إلى الخابور فملكه. بكماله. ثمّ سار إلى نصيبين، فملك المدينة لوقته، وحصر القلعة عدّة أيّام، فملكها؛ وأقطعها للأمير أبى الهيجاء السّمين، وهو من أكابر الأمراء، وسار عنها، ومعه نور الدّين صاحب الحصن، فحاصر الموصل فلم يظفر منها بشىء لحصانتها وكثرة من بها.

[ذكر ملكه مدينة سنجار]

قال: ثم سار الملك النّاصر من الموصل إلى سنجار، فسيّر مجاهد الدّين قايماز إليها نجدة من العسكر، فمنعهم الملك النّاصر الوصول إليها، وأوقع بهم وأخذ سلاحهم ودوابّهم، وسار إليها ونازلها وبها شرف الدّين أمير أميران أخو عز الدّين صاحب الموصل، فملكها بأمان بعد حصار عظيم. وسار شرف الدّين ومن معه إلى الموصل.

واستقرّ للملك النّاصر جميع ما ملكه فى هذه الوقعة بملك سنجار «٢» واستناب بها سعد الدّين بن معين الدّين أنر، وهو من أكابر الأمراء،