للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسلّم «١» مثل حلب وأعمالها وتعوّض عنها قرى ومزارع، وجرت الأيمان على ذلك. وتسلّمها الملك النّاصر فى ثامن عشر صفر.

فسبّ النّاس عماد الدّين زنكى وأسمعوه المكروه على فعله.

واستقرّت الحال بينهما أنّ عماد الدّين يحضر إلى خدمة الملك النّاصر متى استدعاه بنفسه وعسكره ولا يحتجّ بحجة.

قال: ولما تسلّم الملك النّاصر حلب امتدحه القاضى محيى الدين ابن الزّكى، قاضى دمشق، بقصيدة جاء منها:

وفتحكم حلبا بالسّيف فى صفر ... مبشّر بفتوح القدس فى رجب «٢»

فكان كذلك.

ونقل الملك النّاصر أخاه الملك العادل من نيابة الدّيار المصرية إلى حلب، فى سنة تسع وسبعين، وأعطاه حلب وقلعتها وأعمالها ومنبج وما يتعلّق بها؛ وسيّره فى شهر رمضان.

ذكر فتح الملك النّاصر حارم

قال: ولمّا فتح الملك النّاصر حلب كان بقلعة حارم «٣» سرخك، وهو من المماليك النّورية، فامتنع من تسليمها، فراسله فى ذلك وخيّره فيما يريد من القلاع، ووعده الإحسان؛ فاشتطّ فى الطّلب. فتردّدت الرّسائل بينهم، فراسل سرخك الفرنج ليحتمى بهم، فبلغ ذلك من معه من الأجناد فخافوا أن يسلّمها للفرنج، فقبضوا عليه واعتقلوه، وراسلوا الملك النّاصر فى طلب الأمان، فأجابهم وتسلّم الحصن ورتّب