للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يحبس النّساء. ففى أثناء ذلك توفى شاه أرمن «١» صاحب خلاط، فأشار عليه أصحابه بمفارقة الموصل وقصد خلاط، ففارقها.

ذكر ملكه ميّافارقين

قال: ولمّا سار الملك النّاصر إلى خلاط جعل طريقه ميّافارقين «٢» وكان صاحبها قطب الدّين صاحب ماردين قد توفى «٣» وملك بعده ابنه وهو طفل وكان حكمها إلى شاه أرمن وعسكره بها؛ فتوفى شاه أرمن أيضا، فطمع فى أخذها ونازلها. فرآها مشحونة بالرّجال، وفيها زوجة قطب الدّين المتوفّى وبناته، والمقدّم على جيشها أسد الدّين برتقش «٤» ، وكان فيه شجاعة وشهامة. فحصرها الملك النّاصر من أوّل جمادى الأولى، ونصب عليها المجانيق والعرّادات؛ واشتدّ القتال فلم يظفر منها بشىء؛ فرجع عن القوّة إلى إعمال الحيلة. فراسل امرأة قطب الدّين المقيمة بالبلد يقول إنّ أسد الدّين قد مال إلينا فى تسليم البلد، ونحن نرعى حقّ أخيك نور الدّين فيك بعد وفاته، ونريد أن يكون لك نصيب، وأنا أزوّج بناتك بأولادى، وتكون ميّافارقين وغيرها لك وبحكمك، [١١٨] ووضع من أرسل إلى أسد الدّين يعرّفه أنّ الخاتون قد مالت للانقياد إلى تسليمها، وأنّ من بخلاط قد كاتبوه ليسلّموها إليه. فسقط فى يده، وضعفت نفسه، وأرسل إلى الملك النّاصر يقترح إقطاعا ومالا، فأجيب إلى ذلك. وسلّم البلد فى سلخ جمادى الأولى، وعقد نكاح بعض أولاده على بعض البنات.