للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم سار إلى صيدا، ففارقها صاحبها وتركها خالية، فتسلّمها ساعة وصوله إليها لتسع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وسار من يومه نحو بيروت فقاتل أهلها على سورها وظنّوا أنهم قد قدروا على حفظه، فدخلها المسلمون من الجانب الآخر، فسألوا الأمان فأمّنهم على أنفسهم وأموالهم، وتسلّمها فى التاسع والعشرين من الشهر.

وأمّا جبيل فكان صاحبها فى جملة الأسرى الذين نقلوا إلى دمشق، فسأل إطلاقه وتسليمها، فأحضره مقيّدا، فسلّم البلد وأطلق أسرى المسلمين، وأطلقه السّلطان.

[ذكر فتح عسقلان وما يجاورها]

قال: وسار السّلطان إلى عسقلان والرملة وغزة والدّاروم وغير ذلك.

فنزل على عسقلان فى يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة، ونصب عليها المجانيق، فسلّموها على خروجهم بأموالهم سالمين؛ وذلك فى يوم السبت سلخ جمادى الآخرة «١» .

ثم تسلّم حصون الدّاويّة وهى غزّة، والدّاروم، والرّملة، وتبنى، وبيت لحم، ومشهد الخليل، ولدّ، وبيت جبريل «٢» .

قال: وكان بين فتح عسقلان وأخذ الفرنج لها من المسلمين خمس وثلاثون سنة، فإنّ العدوّ استولى عليها فى السّابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.