للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرّسول ومعه الأعلام السّلطانيّة فرفعت على رأس القلعة، وتسلّمها السّلطان وأمر بتخريبها فخربت «١» .

[ذكر الهدنة بين المسلمين وبين صاحب أنطاكية]

قال: ولمّا فتح السّلطان بغراس قصد حصار أنطاكيّة فجاءته رسل بيمند تسأله الهدنة ثمانية أشهر بحيث يطلق جميع من عنده من أسرى المسلمين. فاستشار السّلطان أصحابه، فأشار أكثرهم بذلك ليستريح العسكر ويجدّدوا [١٢٦] ما يحتاجون إليه، فأجاب إلى ذلك ووقعت الهدنة ثمانية أشهر أولها تشرين الأول «٢» .

وتوجّه السّلطان إلى حلب فوصل إليها فى ثالث شعبان، وفرّق العساكر الشّرقية: عماد الدّين زنكى بن مودود صاحب سنجار، وعسكر الموصل، وغيرهما. ثمّ رحل إلى دمشق فدخلها فى أول شهر رمضان من السّنة.

[ذكر فتح الكرك والشوبك وما يجاورهما]

قد ذكرنا أنّ السّلطان كان قد جعل على الكرك من يحصره، وهو سعد الدّين كمشبه «٣» ، فى أوّل سنة أربع وثمانين؛ فلازم الحصار هذه المدّة الطويلة حتى نفذت ذخائر الفرنج، وأكلوا دوابّهم. فراسلوا الملك العادل أخا السّلطان، وكان السّلطان قد جعله بتلك النّواحى فى مجمع من العسكر، وسألوه الأمان، فأجابهم إلى ذلك، وأرسل إلى سعد الدّين مقدّم العسكر فتسلّم القلعة منهم وأمّنهم.