للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورحل السّلطان إلى منزلة الخرّوبة «١» ، وكتب إلى أهل عكّا يعلمهم بسبب رحيله ويحثّهم على حفظ البلد وغلق أبوابها.

قال: ولما رحل السلطان بعساكره عن تلك المنزلة أمن الفرنج وانبسطوا، وانبثّوا، وعادوا إلى حصار عكّا فى البرّ والبحر، وشرعوا فى حفر خندق عليهم يكون بينهم وبين المسلمين إن قصدوهم وعملوا سورا من تراب، وجاءوا بما لم يكن فى الحسبان. هذا والسّلطان قد اشتدّ به المرض فلم يستقل منه إلى أن تكامل حفر الخندق وعمل السّور من ترابه.

ذكر وصول العسكر المصرىّ فى البر [١٣٠] والأسطول فى البحر

قال: وفى منتصف شوال سنة خمس وثمانين وصلت العساكر المصرية ومقدّمها الملك العادل سيف الدّين. فلما وصلت قويت قلوب النّاس، وأحضر من آلات الحصار شيئا كثيرا. ثم وصل بعده الأسطول المصرى فى خمسين قطعة ومقدّمهم الأمير حسام الدّين لؤلؤ، وكان شهما شجاعا، مقداما ميمون النقيبة، خبيرا بقتال البحر؛ فوصل بغتة، فوقع على بطشة كبيرة للفرنج، فغنمها وأخذ ما فيها من الأموال الكثيرة والميرة، وعبر بذلك إلى عكّا؛ فسكنت نفوس النّاس بذلك.

وقال العماد: إنه ظفر ببطشتين «٢» .