للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجاندارية، وأفرد لخاص القلعة ما كان لها إلى آخر أيام الصالحية النجمية.

وفى هذه السنة، كانت وفاة الصاحب صفى الدين أبى إسحق إبراهيم ابن عبد الله بن هبة الله بن أحمد بن مرزوق العسقلانى، وكان قد وزر للملك الأشرف ابن الملك العادل بدمشق مدة، ثم عزل بجمال الدين بن جرير، وكان تاجرا مشهورا بالثروة وكثرة الأموال. وكان ابتداء أمره كما حكى عنه أنه حكاه عن نفسه قال: أرسلنى والدى إلى القاهرة من مصر لأبتاع له قمحا، وكان له طاحون بمصر، فتوجهت إلى دار بعض الأمراء فاشتريت ألف أردب بخمسة آلاف درهم، وتسلمتها، وبت فى تلك الليلة بالقاهرة، وأصبحت فتحسن سعرها فبعتها بسبعة آلاف، فأوفيت الثمن، وأخذت ما بقى، وصرفت به مائة وثلاثين دينارا. وأتيت والدى فسألنى عن القمح، فقلت: بعته، فقال: ولم لا أتيت به؟ فقلت له: إنك لم ترسل معى الثمن، حتى ولم تعطنى دابة أركبها، وعندك عشرين دابة، ماهان عليك أن أركب منها دابة «١» . وكنت قد مشيت من مصر إلى القاهرة فحقدت ذلك عليه. قال: ثم اتجرت فى ذلك المال الذى ربحته من ثمن القمح فبارك الله لى فيه حتى جمعت منه ستمائة ألف دينار عينا، غير ما اشتريت من العقار والأثاث والخدم والدواب والمسفر وغيره.

وكانت وفاته بمصر ودفن بسفح المقطم. ومولده فى شهر رجب سنة سبع وسبعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.

وفيها توفى الأمير مظفر الدين عثمان بن ناصر الدين منكورس بن بدر الدين خماردكين «٢» ، وهو صاحب صهيون، وجده عتيق الأمير مجاهد الدين صاحب صرخد.