للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

انقطع ماء الشريعة حتى لم يبق بها شىء منه، فتبادروا وأشعلوا النيران الكثيرة والمشاعل واغتنموا هذه الحادثة وأصلحوا الأركان وقووها، وأصلحوا منها ما لا كان يمكن عمله. وركبوا من يكشف خبر هذه الحادثة، فساقوا الخيل فوجدوا كتارا «١» مرتفعا كان يشرف على الشريعة من الجانب الغربى، والكتار شىء يشبه الجبل وليس بحبل لأن الماء يحله بسرعة كالطين، قد سقط فى الشريعة فسدها، وانسكر الماء وتحامل على جهة الغور مما وراء السكر، قعادوا بالخبر، وانقطع الماء من نصف الليل إلى الرابعة من النهار، ثم تحامل الماء وكسر ذلك الكتار، وجاء طول رمح فلم يؤثر فى ذلك البناء لإتقانه، وحمل الماء ما كان هناك من آلات العمارة. وهذه الحادثة من عجائب الاتفاق. وهذا الجسر باق إلى وقتنا هذا.

وفى جمادى الأولى أيضا تكاملت عمارة الدار الجديدة «٢» المرسوم بعمارتها عند باب السر المطل على سوق الخيل. وعمل بها دعوة للأمراء.

وفى هذه السنة اهتم السلطان بحفر خليج الإسكندرية، وندب الأمير علم الدين المسرورى لذلك. ثم توجه السلطان بنفسه وباشر الحفر وأزيلت الرملة التى كانت على الساحل بين النقيدى وفم الخليج، ثم عدى إلى برأبيار، وغرق المراكب هناك وبنى عليها بالحجارة، ثم رجع إلى القاهرة.

وفى شهر رمضان من السنة وصل إلى دمشق ولد الخليفة المستعصم بالله المسمى بالمبارك «٣» الذى كان عند هولاكو، وصحبته جماعة من أمراء العربان.