للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الفرج يعقوب بن كلس الخليفة أن يأذن له فى صلة رزق جماعة من الفقهاء، فأذن له. فأطلق لكل منهم كفايته واشترى لهم دارا إلى جانب الجامع، فإذا كان يوم الجمعة حضروا إلى الجامع وذكروا فيه دروس فقه وكان أبو يعقوب قاضى الخندق، وكانوا نيفا وثلاثين فقيها لأن دولة العبيد بين ما كان يستقل فيها بفقيه، ولما عمر الحاكم الجامع نقل الخطبة إليه.

ذكر إنشاء القصر الأبلق بالميدان بظاهر دمشق «١»

وفى سنة خمس وستين وستمائة، أمر السلطان الملك الظاهر بإنشاء القصر الأبلق بالميدان الأخضر بظاهر دمشق، فعمر على ما هو عليه الآن. واتفق فى عمارته واقعة غريبة، حكى بعض من كان يباشر عمارته، قال: لما انتهت عمارة القنطرة التى بالإيوان ولم يبق من ختمها إلا وضع حجر واحد أسود، فرفع بالحبال بعد أن نحت وجهز ليوضع فى مكانه وتشد به القنطرة، فانقطع الحبل وسقط الحجر إلى أرض الإيوان فانكسر، فتألم المهندس لذلك، ثم دخل إلى مرحاض القصر العتيق لقضاء الحاجه، [فرأى «٢» ] فى أحد كراسيه حجرا أسود منحوتا، فقاسه فوجده قدر الحجر الذى انكسر سواء، فاستأذن المهندس، الأمير جمال الدين النجيبى على قلعه ووضعه فى رأس القنطرة، فأذن فى ذلك، فقلع من كرسى المرحاض وجعل فى رأس القنطرة بالإيوان فختمت به. وجاء كأنه عمل لها، ووضع الحجر الذى انكسر مكانه. وهذا من عجيب الإتفاق، وقد وقع نظير هذه الواقعة فى أساس سور بغداد وعتبة جامع غزنة، وتقدم ذكر ذلك.