للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من العساكر وجماعة من العربان. وعدّى التتار إلى البر الشامى لقصد الرحبة فتقسم «١» فكر السلطان ليقسمهم على البيرة والرحبة، ورحل من ظاهر دمشق، فبلغه رحيل العدو عن الرحبة، فجدّ فى مسيره ووصل إلى الفرات إلى مخاضة تعرف بمخاضة الحمام، فوجد التتار قد وقفوا على شط الفرات، وعدتهم قريب الخمسة آلاف فارس، ومقدمهم جقر «٢» أحد مقدميهم الكبار وحفظوا فم المخاضة. وكان السلطان قد استصحب عدة مراكب من دمشق وحمص فرست فى الفرات، وركب فيها الرجالة الأقجية لكشف البر. وعمل التتار مكيدة: وهى أنهم تركوا المخاضة السهلة ووقفوا على مكان بعيد الغور وعملوا الستائر، فاعتقد المسلمون أن المكان الذى حفظوه هو المخاضة السهلة فخاضوا منه، وكان العدو قد عملوا سيبا «٣» على البر من جانبهم ليقاتلوا من ورائها، فرتبت العساكر الإسلامية نفوسها بخيولها، وعاموا أطلابا، الفارس إلى جانب الفارس، متماسكين بالأعنة معتمدين على الرماح، كما قال القائل:

فعمنا إليهم بالحديد سباحة ... ومن عجب أن الحديد يعوم

وازدحم الناس وانسكر الماء بهم فصار كالجبال. وطلع المسلمون، والسلطان فى أوائل القوم «٤» ، فلم يلبث التتار أن انهزموا أقبح هزيمة، وقتل مقدمهم جنقر وجماعة كثيرة منهم وأسرت جماعة، وأقام السلطان إلى العصر وجمع الأسرى ورءوس القتلى وبات فى مكان النصر، والعساكر لابسة والخيل