للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان من الصالحية إلى بركة الجب [١] فى ثالث صفر والتقى الأمير سيف الدين بكتمر الجوكان [٢] دار وأمير جاندار عند عوده من الحجاز الشريف، ثم عاد السلطان إلى مقر ملكه بقلعة الجبل.

وفى هذه السنة توجه الأمير سيف الدين أسندمر كرجى [٣] إلى نيابة السلطنة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات، عوضا عن الأمير سيف الدين قطلوبك بحكم استعفائه من النيابة، وقد تقدم ذكر ذلك فى سنة سبعمائة، وكان عود الأمير سيف الدين قطلوبك إلى دمشق فى أوائل هذه السنة، وتوجه الأمير سيف الدين أسندمر من دمشق إليها فى يوم السبت حادى عشر المحرم.

وفيها فى شهر المحرم أيضا فوض شادّ الدواوين [٤] والأستاداريّة [٥] بالشام إلى الأمير سيف الدين بلبان الجوكاندار المنصورى عوضا عن الأمير سيف الدين أقجبا الناصرى، ونقل أقجبا إلى نيابة السلطنة، وتقدمة العسكر بغزة عوضا عن الأمير ركن الدين بيبرس [٦] الموفّقىّ واستقر الموفقى [٧] فى جملة الأمراء المقدمين بدمشق.

وفيها رمى فتح الدين أحمد بن البققى [٨] الحموى بالزندقة، واعتقل بسجن الحكم، ونهضت البيّنة عليه، وسطّر محضر بما صدر منه من الألفاظ التى لا تصدر مع من شم رائحة الإيمان، ولا تخطر بباله، وشهد عليه جماعة من


[١] بركة الجب: اسمها القديم بركة عميرة كما جاء فى كتاب البلدان لليعقوبى. ذكر المقريزى فى المواعظ ١: ٤٨٩- أنها متنزه شمال شرقى القاهرة وكان يخرج إليه صلاح الدين ويقيم به أياما للصيد، وفعل ذلك الملوك قبله وبعده وقد تغير اسمها فى القرن الثامن الهجرى إلى بركة الحاج أو الحجاج؛ لأنهم كانوا ينزلون بها فى سفرهم من القاهرة وعودتهم إليها. وتعتبر أول منازل الحاج من القاهرة- أنظر (محمد رمزى القاموس الجغرافى، ق ٢، ج ١، ص ٣١) .
[٢] الجوكان دار: لفظ فارسى مركب من كلمتين: جوكان وهو المحجن الذى تضرب به الكرة، ويعبر عنه بالصولجان أيضا. والثائية دار ومعناها ممسك والمعنى الجملى ممسك الصولجان أو صاحب الصولجان.
(القلقشندى: صبح الأهشى ٥: ٤٥٨، السبكى (عبد الوهاب بن على) : معيد النعم ص ٣٥) .
[٣] له ترجمة فى الدرر الكامنة ١: ٤١٤، والوافى بالوفيات ٩: ٢٤٨، والدليل الشافى ١: ١٣٢، وشذرات الذهب ٦: ٢٥.
[٤] شاد الدواوين، ويقال للوظيفة شد الدواوين: ويكون صاحبها رفيقا للوزير متحدثا فى استخلاص الأموال وما فى معنى ذلك، وعادتها إمرة عشرة (القلقشندى: صبح الأعشى، ج ٤، ص ٢٢، ٢٨، ١٨٦.
[٥] الأستادارية: وظيفة موضوعها التحدث فى أمر بيوت السلطان كلها من المطابخ والشراب خاناه والحاشية والغلمان وله تصرف تام فى استدعاء ما يحتاجه كل من فى بيت السلطان من النفقات والكساوى (القلقشدى: صبح الأهشى، ج ٤ ص ٢٠) . وانظر معيد النعم ص ٢٦ وهامشها.
[٦] له ترجمة فى الدرر الكامنة ٢: ٤٣، والنجوم الزاهرة ٨: ٢١٦.
[٧] ما بين القوسين إضافة من ص.
[٨] فى الأصول «البقى» وفى شذرات الذهب ٦: ١ «الثقفى» والمثبت من السلوك ١: ٩٢٣، والدليل الشافى ١: ٨٧ وفيه «أحمد بن محمد البقى، فتح الدين بباء موحدة وبعدها قافان» .