للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المذكوران وقد نهبت العربان ببلاد المغرب ما كان قد أرسل معهما من الهدية وغيرها وكان فى جملة الهدية من الخيل والبغال والجمال سبعمائة رأس.

وفيها أيضا عاد القاضى شمس الدين محمد بن عدلان الذى كان قد جهز إلى اليمن فى الرسالة فى الدولة الناصرية، ومات رفيقه شمس الدين سنقر السعيدى ببلاد اليمن، بعد انفصالهما من الملك المؤيد صاحب اليمن.

وفيها فى أوائل شهر ربيع الآخر توجّهت من القاهرة إلى الكرك والتحقت بالأبواب السلطانية إلى أن عاد الركاب الشريف السلطانى الملكى الناصرى، وعدت إلى القاهرة فى سلخ رمضان.

[ذكر ما كان من أمر النيل فى هذه السنة]

كان من خبر النيل فى هذه السنة أن زيادته بمقياس مصر انتهت إلى العشرين من شهر ربيع الأول وهو الموافق للثالث من أيام النسئ إلى أربعة عشر ذراعا ونصف فغلت الأسعار بسبب ذلك وانتهى سعر القمح إلى خمسين درهما ثمن كل إردب واستسقى الناس بالمصلّى بالقرافة الكبرى، وكسر خليج مصر فى التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول بغير وفاء وأيس الناس من زيادة النيل فى هذه السنة، وفات وقته المعتاد، ثم أخذ فى الزيادة فانتهت زيادته الى ستة عشر ذراعا وإصبعين، وذلك إلى آخر الثالث والعشرين من بابه، وزرع الناس على هذه الزيادة.

وفى هذه السنة فى ثالث عشر شهر ربيع الآخر فوّض قضاء القضاة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل للشيخ سعد الدين مسعود [١] بن أحمد بن مسعود ابن زيد الحارثى، وخلع عليه يوم الأربعاء، وحكم فى يوم الخميس خامس الشهر، وذلك بحكم وفاة القاضى شرف الدين عبد الغنى بن يحيى بن محمد بن عبد الله الحرانى [٢] وكانت وفاته فى ليلة الجمعة رابع عشر شهر ربيع الأول ودفن من الغد بالقرافة ومولده بحران سنة خمس وأربعين وستمائة رحمه الله


[١] الإضافة من السلوك ٢/١: ٥٤.
[٢] وأنظر الدرر الكامنة ٢: ٤٩٨، والبداية والنهاية ١٤: ٥٧.