للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر تفويض نيابة السلطنة بالمملكة الحموية للأمير عماد الدين إسماعيل وانتقال الأمير سيف الدين أسدمر إلى حلب.]

وفى هذه السنة وصل الأمير حسام الدين مهنّا [١] إلى الأبواب السلطانية فعامله السلطان بالإحسان والقبول على عادته فشكا من الأمير سيف الدين أسندمر كرجى نائب السلطنة بحماة أو ذكر سوء اعتماده، ففوض السلطان نيابة السلطنة بالمملكة الحموية للأمير عماد الدين إسماعيل ابن الملك الأفضل على، ورسم بانتقال الأمير سيف الدين أسندمر إلى طرابلس، فتوقف عن العود إليها، ووصل الأمير عماد الدين إلى مدينة حماة ونزل بظاهرها فى أواخر جمادى الآخرة، وما أمكنه الدخول إليها، والأمير سيف الدين أسندمر بها، واتفقت وفاة الأمير سيف الدين قبجق المنصورى نائب بالمملكة الحلبية، فتوجه أسندمر من حماة إلى جهة حلب، وكتب إلى السلطان يقول: إن المواعيد الشريفة تقدمت للملوك أنه متى شغرت نيابة حلب تكون للمملوك، وقد شغرت الآن وتوجّه المملوك إليها حسب المواعيد الشريفة فأجابه السلطان إلى ذلك وأدركه تقليد النيابة ومنشور الإقطاع قبل دخوله إلى حلب، واستقر بها الأمير عماد الدين بحماة.

[وفى شهر ربيع الأول قبض على الأمير فخر الدين إياز]

نائب السلطنة بقلعة المسلمين [٢] ، وأوقعت الحوطة على موجوده، ووصل إلى دمشق فى أواخر الشهر، ونسب إلى أنه كان يظهر الطاعة ويضمر العصيان ثم فوض إليه شاد الدواوين بدمشق عوضا عن الأمير سيف الدين كتبغا المنصورى رأس نوبه، ووصل إلى دمشق فى يوم الإثنين رابع عشر رمضان، وباشر فى يوم الخميس سابع عشر الشهر، وكان كتبغا قد ولى شاد الشام فى الثالث والعشرين من شوال سنة تسع وسبعمائة، عوضا عن الأمير سيف الدين أقجبا المنصورى.


[١] هو الأمير حسام الدين مهنا بن عيسى بن مهنا أمير آل فضل والعرب بالشام، توفى ٧٣٥ هـ، وانظر البداية والنهاية ١٤: ١٧٢، والدرر الكامنة ٥: ١٣٨، والسلوك ٢/١: ٣٨٩.
[٢] قلعة المسلمين: تقع غربى الفرات مقابل البيرة، وتتوسط بينها وبين سميساط، وكانت تسمى قلعة الروم، فلما فتحها الأشرف خليل بن قلاوون سماها قلعة المسلمين (معجم البلدان ٤: ١٦٤، وصبح الأعشى ٤: ١١٩) .