للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج مثال [١] السلطان فقرئ عليه فإذا هو يتضمن القبض عليه، فأجاب بالسمع والطاعة، وقلع شاش التشريف والكلوته وضرب بهما الأرض، ولبس تخفيفة [٢] ونزع التشريف، وقيد فى المجلس، وحمل على بغل وسلّم للأمير سيف الدين أغرلو وركن الدين بيبرس الشرفى المعروف بالمجنون، فتوجها به من ساعته إلى جهة الكرك، واعتقل بها، ورسم للأمير سيف الدين بهادور آص أن يتحدث فى النيابة إلى أن يصل نائب السلطنة.

وقبض على الأمير سيف الدين قطلوبك نائب السلطنة بالمملكة الصفدية فى يوم الجمعة الرابع والعشرين من الشهر، ونقل إلى الكرك أيضا، وما علم الناس ذنبا للأمير سيف الدين كراى فيما سلف وقيل إن القبض عليه إنما وقع خوفا من تغيره بسبب القبض على خوشداشه الأمير سيف الدين بكتمر النائب،

[ذكر تفويض نيابة السلطنة بالشام]

للأمير جمال الدين آقش الأشرفى المنصورى، ونيابة السلطنة بالمملكة الصفدية للأمير سيف الدين بهادر آص.

لما قبض على الأميرين التائبين سيف الدين كراي وسيف الدين قطلوبك فوّض السلطان نيابة السلطنة بالشام للأمير جمال الدين آقش الأشرفى المنصوري، وتوجه إلى دمشق، وكان وصوله إليها فى يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الآخرة، ووصل معه لتقريره فى النيابة الأمير عز الدين أيدمر الخطيرىّ، وأحضر على يده مثالا شريفا بالمسامحة بالبواقى، وأبطال ما كان قد قرر على الرعايا، والأحسان إليهم، [٧٠] فقرى فى يوم الجمعة سادس عشر الشهر بالجامع بدمشق، فاطمأن الناس وتضاعفت أدعيتهم للسلطان، ثم خلع على الأمير سيف الدين بهادر آص بنيابة المملكة الصفدية فى يوم الإثنين تاسع عشر الشهر، وتوجه إليها يوم الثلاثاء العشرين من الشهر.


[١] المثال: هو الوثيقة المكتوبة والمكتوب أو المرسوم الصادر عن السلطان إيذانا بإعطاء أحد المماليك إقطاعا من الإقطاعات، أو وظيفة من الوظائف، أو القبض عليه مثلا، أو عزله عن الوظيفة، وكان المثال يخرج من ديوان الجيش، ويقدم للسلطان أثناء جلوسه بدار العدل لتوقيعه فإذا وقعه صدر (صبح الأعشى ١٣: ١٥٢) .
[٢] التخفيفة: هى العمامة الصغيرة (الملابس المملوكية لماير ترجمة الأستاذ صالح الشيتى ص ٢١٤ من الفهرس) ويشير الدكتور زيادة فى هامش السلوك ٢/١: ١٠٥- إلى ما ذكره ابن أبى الفضائل فى النهج السديد: أن كراى خلع التشريف، وتعمم بتخفيفة؛ إشارة إلى أنه صار من المغضوب عليهم.