للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالعرض فى سوق الخيل والخروج إلى الشام فابتدأ الجيش بالعرض والخروج فى حادى عشر رمضان، واستمر ذلك إلى يوم الثلاثاء ثانى شوال، فركب السلطان فى هذا اليوم من قلعة الجبل وتوجّه لقصد الشام ولقاء العدوّ ودفعه.

فلما وصل إلى منزلة السعيدية وهى على مسافة يومين من القاهرة وردت مطالعة الأمير سيف الدين تنكز نائب السلطنة بالشام قرين مطالعة نائب الرحبة يخبر أن جيش التتار كان قد نازل الرّحبة فى ثانى عشرين شعبان، وأنه فى يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر رمضان عاد التتار إلى بلاد الشرق، وما علم سبب عودهم وأن النائب بالرحبة ركب فى آثارهم، وحمل إلى القلعة ما كانوا قد أعدّوه [١] من آلات الحصار، وما تركوه من أثقالهم وخيلهم، وكانوا قد حاصروا الرحبة وأشرفوا على أخذها، فاستمر السلطان على المسير، ووصل إليها فى يوم الثلاثاء سادس عشر شوال.

[ذكر توجه السلطان إلى الحجاز الشريف]

لما وصل السلطان إلى دمشق وتعذّر عليه الغزو، لعود التتار. صرف ذلك إلى الحج وقضاء الفرض الواجب عليه حين أمكنه، فأقام بدمشق أياما وجرد عساكره إلى الجهات بالشام صوب [٢] حلب وحمص وحصن الأكراد وغيرهما أرغون نائب السلطنة ونزل الأمير سيف الدين أرغون [٣] نائب السلطنة بدمشق، والصاحب أمين الدين لتحصيل الأموال وتقرير المصالح، وتوجّه السلطان بجماعة من مماليكه وأمرائه، وانتقل ركابه الشريف من دمشق فى يوم السبت ثانى ذى القعدة، ووصل إلى الكرك، ومنها إلى المدينة النبوية فزار ثم توجّه إلى مكه- شرفها الله تعالى- يقضى فرض الحج ومناسكه، وتصدق وعاد إلى المدينة النبوية، وزار رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيا، وعاد على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.


[١] فى ك «ما كان وراء عدوه» والمثبت من ص.
[٢] فى ك «ناحية» والمثبت من ص، وف.
[٣] كذا فى ص «أرغون نائب السلطنة وفى ك، وف «أرغون ونائب بواو العطف وهو خطأ لأن أرغون نائب السلطنة فى مصر تركه السلطان بدمشق وسافر للحج (النجوم الزاهرة ٩: ٣٥) . ويلاحظ أنه سبق فى الأصول رسم أرغون: أرغن.