للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزل بالقرب من أخيه فضل، ووصل أخوه الأمير شمس الدين محمد بن عيسى إلى الأبواب السلطانية فى سنة سبع عشرة، وأخبره بمراجعة الأمير حسام الدين أخيه الطاعة، فأنعم عليه بجملة عظيمة من الأموال، وكذلك على أخيه الأمير حسام الدين مهنّا، وكتب تقليده بالإمرة على عادته، وجهّز إليه وقرينه [١] الخلع، وذلك فى أوائل شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة وسبعمائة.

وفى يوم الإثنين السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ست عشرة- ولى قاضى القضاة نجم الدين أحمد بن صصرى مشيخة الشيوخ بدمشق، وجلس بالخانقاه السميساطية، وقرئ تقليده، وكانت ولايته بسؤال الصوفية لذلك، وذلك بعد وفاة شيخ الشيوخ السيد الشريف شهاب الدين أبى القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الكاشغرىّ، وكانت وفاته فى يوم الإثنين تاسع عشر الشهر المذكور- رحمه الله تعالى [٢] .

[ذكر وفاة الأمير سيف الدين كستاى [٣]]

نائب السلطنة بالفتوحات، وتفويض نيابة السلطنة بالمملكة الطرابلسية وحمص والكرك لمن يذكر.

كانت وفاة الأمير سيف الدين كستاى نائب السلطنة بالمملكة الطرابلسية فى ليلة الأربعاء تاسع عشرين جمادى الآخرة بطرابلس، ودفن بها، وكانت مدّة مرضه نحو عشرين يوما، وكان قبل ذلك قد توجّه من طرابلس [٩٥] لكشف المملكة الطرابلسية وما هو مضاف إليها من الحصون، وأظهر النّزاهة عن قبول تقادم النواب، فكان من قدّم له شيئا من الخيل والقماش عرضه وأمر بكتابته، وأعاده على من قدّمه، ولما سمع نوّاب الحصون بذلك أكثروا فى التقادم، وأرادوا بذلك التجمل عنده، وعلموا أن ذلك يعود إليهم، وكان من عزم على تقدمة شىء ضاعفه، واستعار بعضهم من بعض، ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن وصل إلى ثغر لاذقية، وهو آخر العمل، فقدم له الأمير بدر الدين بكتوت


[١] كذا فى ك، وف. وفى ص «وقرنتك» .
[٢] وانظر البداية والنهاية ١٤: ٧٦.
[٣] له ترجمة فى الدرر الكامنة ٣: ٣٥٣، والدليل الشافى ٢: ٥٥٨، والنجوم الزاهرة ٩: ٢٣٧.