للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقدته ورأيت هذه الواقعة قد ذكرها الشيخ شمس الدين الجزرى فى تاريخه عن الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى بن ربيع المالقى وملخص ما نقله عنه: أنه لما بلغ النصارى حال، أمير المسلمين بجزيرة الأندلس وهو السلطان الغالب بالله أبو الوليد إسماعيل ابن كبير الرؤساء أبى سعيد فرج بن إسماعيل بن نصر سبط أمير المؤمنين المجاهد الغالب بالله أبى عبد الله محمد ابن أمير المسلمين يوسف بن نصر المعروف بابن الأحمر وأنه أخذ بالعزم فى تحصين البلاد والثغور وإصلاح حال الرعية وحياطتهم كبر ذلك عليهم [١] وعزموا على منازلة الجزيرة الخضراء وانتدب لذلك سلطان قشتالة واسمه دون [٢] بطره وجهز المراكب والرجالة وجاء إلى طليطلة [٣] ، وهى مقام بابهم [٤] الذى يرجع الملوك إليه ويقفون عند أمره، وعرفه ما عزم عليه من غزو الجزيرة الخضراء واستئصال من بها من المسلمين وسأله أن يتقدم أمره لملوك جزيرة الأندلس بمساعدته وإعانته على ذلك فسره ذلك [٥] وتقدم إلى الملوك بالاهتمام فى هذا الأمر وإعانته عليه، واتصل خبر إهتمامهم بأمور المسلمين أبى الوليد إسماعيل فكتب إلى سلطان بلاد المغرب أبى سعيد عثمان بن أبى يوسف يعقوب بن عبد الحق المرينى، وعرفه مادهم المسلمين من هذا العدو الثقيل واجتماعه وكلبه على البلاد الإسلامية، وسأل إنجاده بطائفة من جيشه وسير إليه بكتابه أبا عبد الله الطنجالى محدثا الأندلس وعالمها، وأبا عبد الله الساحلى عابد الأندلس وأبا جعفر بن الزيات الصوفى، وأبا تمام غالب الأغرناطى [٦] التتارى الصالح الزاهد [١٣١] وصحبتهم جماعة من الناس، فتوجهوا إليه فى البحر والبرحتى انتهوا إلى مدينة فاس واجتمعوا به وسألوه


[١] فى ك «عليه» والمثبت من ص، وف.
[٢] المقصود DomPedro وكان أحد أوصياء الفونس الحادى عشر ملك قشتالة. وقد قتل معه وصى ثان اسمه دون جوان DonJuan.
[٣] طليطلة: مدينة من أشهر مدن الأندلس، فتحها المسلمون سنة ٩٣ هـ- ٧١١ م واستردها المسيحيون سنة ٤٧٧ هـ- ١٠٨٥ م وغدت عندئذ عاصمة قشتالة. أشتهرت بعدد من المجامع الكنسية عقدت فيها وتمتع كبير أساقفتها بنوع من الزعامة على الكنيسة الإسبانية أنظر: ياقوت: معجم البلدان and Porugal.Ahisr.Of SPai Ar Kinson) W (:،
[٤] يعنى كبير أساقفة طليطلة وكان بمثابة الزعيم الدينى للمسيحيين فى أسبانيا.
[٥] فى ك «فسيرى» والمثبت من ص، وف.
[٦] كذا فى الأصول وقد ورد فى نفح الطيب ٦: ٢٠٨ أسماء هذا الوفد ولم يكن فيهم هذا الاسم.