للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه ونسب إلى ما لعله برئ منه فأمر السلطان بالقبض عليه وتوجه الأمير سيف الدين الماس الحاجب لذلك وأظهر أنه إنما توجه لزيارة البيت المقدس والخليل صلوات الله عليه وسلامه، ولما عاد من الزيارة قبض عليه وأوقع الحوطة على موجوده، وذلك فى يوم الجمعة الثامن والعشرين من شعبان وجهز إلى الديار المصرية، [١٤١] فلما وصل أمر السلطان بإرساله إلى ثغر الإسكندرية واعتقاله، فأرسل من وقته واعتقل بالثغر وكان أحسن الله عاقبته كثير الصدقة على الفقراء المقيمين بغزة والواردين إليها وغيرهم ممن هو بالقدس الشريف وحرم الخليل صلوات الله تعالى عليه وأثر بتلك الجهات أثارا حسنة، فانقطع كثير من الفقراء بسبب اعتقاله، عامله الله تعالى بلطفه وبمنه وكرمه.

[ذكر إبطال المعاملة بالفلوس عددا بالديار المصرية وبيعها بالرطل]

وفى هذه السنة فى مستهل ذى الحجة رسم بإبطال المعاملة بالفلوس عددا وكانت المعاملة بها حسابا عن كل درهم ثمانية وأربعين فلسا، وكان سبب ذلك أنها كثرت فى أيدى الناس وهم، يتعاملون بها عددا على العادة فضربها الزغلية [١] وخففوها إلى أن صار كل ستة فلوس منها زنة درهم، وكان السلطان قبل ذلك قد رسم بإبطال المعاملة فى الشام بالفلوس على ما كانوا يتعاملون بها بينهم [٢] بالقراطيس [٣] والقرطيس ستة فلوس عدد أخفافا، وكان الناس يتعاملون بها بالشام حسابا عن كل درهم أربعة وعشرون قرطاسا، فأبطلها السلطان وأمر بضرب فلوس جدد ناصرية، زنة كل فلس بها درهم وتعامل الناس بها بالشام على عادة الديار المصرية كل ثمانية وأربعين فلسا بدرهم فنقل الناس تلك الفلوس الخفاف من الشام إلى الديار المصرية [٤]


[١] الزغلية: مزيفو النقود. (السلوك ٢/١: ٢٠٥ هامش الدكتور زيادة) .
[٢] هذا اللفظ من ص، وف.
[٣] القراطيس: نوع من الفلوس النحاسية، أو دراهم ملفوفة على شكل أصبع (السلوك ٢/١: ٢٠٥ هامش الدكتور زيادة) .
[٤] ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.