للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كغيره ممن سبقوه- عن بدء الخليقة، وخلق آدم وحواء، وأخبار الرسل والأنبياء، وأخبار ملوك الأصقاع، وملوك الأمم والطوائف، ووقائع العرب فى الجاهلية.

وافتتح السفر السادس عشر بالقسم الخامس من فن التاريخ، وقد عقده لأخبار الملّة الإسلامية، وجعله اثنى عشر بابا، أولها: فى سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وآخرها- وهو الباب الثانى عشر الذى افتتح به السفر الثامن والعشرين- ابتدأ به «أخبار ملوك الديار المصرية الذين ملكوا فى خلال الدولة العباسية نيابة عن خلفائها، وهم الملوك العبيديّون.. وما كان من أمرهم، وما ملكوه من بلاد المغرب، وكيف استولوا على الديار المصرية، والبلاد الشامية والحلبية، والثغور والسواحل، وغير ذلك إلى أن انقرضت دولتهم، وقيام الدولة الأيوبية، وأخبار ملوكها بمصر والشام إلى حين انقراضها؛ وقيام دولة الترك، ومن ملك منهم من أبنائهم، وما حازوه من الأقاليم، وما فتحوه من الممالك، وما استقر فى ملك ملوك هذه الدولة، إلى حين وضعنا لهذا التأليف فى سنة [١] ... وسبعمائة فى أيام مولانا الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون.

وقد عاش النويرى حياته فى عهد الملك المنصور قلاوون [٢] ، وعهد ولديه: الملك الأشرف صلاح الدين خليل [٣] ، والملك الناصر [٤] محمد بن قلاوون، فقد ولد النويرى- كما يذكر لنا فى حوادث سنة ٦٧٧ هـ- «فى ليلة يسفر صباحها عن يوم الثلاثاء الحادى والعشرين من ذى القعدة بمدينة إخميم من صعيد مصر» [٥] وكانت ولاية المنصور قلاوون ملك مصر فى السنة التالية، يوم الأحد العشرين من شهر رجب سنة ٦٧٨ هـ، وحين آل الملك إلى ابنه الناصر محمد سنة ٦٩٣ هـ- فى ولايته الأولى- كان عمر النويرى ست عشرة سنة، ومات سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة- فى ولاية الناصر الثالثة- وعمره ست وخمسون سنة.


[١] هكذا بيّض له النويرى فى الأصل وكأنه أراد أن يظل حبل التأليف ممدودا ما امتد به العمر من سنى هذا القرن، وانظر نهاية الأرب ١/٢٥.
[٢] الملك المنصور قلاوون هو السابع من ملوك دولة الترك بمصر، وانظر: نهاية الأرب ٣١/٧.
[٣] الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن المنصور قلاوون هو الثامن من ملوك دولة الترك بمصر، وانظر: نهاية الأرب ٣١/١٧٧.
[٤] الملك الناصر محمد بن قلاوون هو التاسع من ملوك دولة الترك بمصر، وانظر: نهاية الأرب ٣١/٢٦٧.
[٥] انظر: نهاية الأرب. ٣/٣٨٦ و ٣٨٧ فقد أورد النويرى خبر مولده، وذكر نسبه مطولا، وهو: «أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدايم بن عبادة ... » وارتفع به إلى عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق- رضى الله عنه- صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخليفة من بعده.