للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنصورة، والمماليك السلطانية [١] ، وكان خروجهم من القاهرة المحروسة فى يوم السبت الثانى من صفر.

وجرد من الشام الأمير سيف الدين بهادر والأمير سيف الدين كجكن [٢] ، والأمير شرف الدين حسين بن جندر، ومضافيهم، والعسكر الحلبى بكماله، والأمير شهاب الدين قرطاى نائب السلطنة بالمملكة الطرابلسية، وجماعة من العسكر الطرابلسى، وخرج المرسوم السلطانى لهم أن يتوجهوا إلى بلاد سيس، ولا ينتظروا مرسوما، ولا يقيموا بمدينة من مدن الشام.

وكان سبب إرسال [٣] هذه الجيوش أن السلطان كان قد أرسل الأمير بدر الدين محمد بن الحاج أبى بكر- أحد الأمراء بطرابلس- رسولا إلى متملك سيس فى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، فتوجه وأخذ منه القطيعة المقررة على بلاده، وهى ألف ألف درهم ومائتا ألف درهم فضة حجر، والمقرّر من الخيل والبغال وتطابيق النعال والمسامير وغير ذلك، وجهزها إلى الأبواب السلطانية من غير عهد ولا عقد، ولا تقرير هدنة، فأخبرنى الأمير بدر الدين المذكور عند وصوله إلى الأبواب السلطانية أنه لما توجه [إلى سيس] [٤] اجتمع بمتملك بلاد الأرمن وهو صغير يكون عمره نحو ثمان سنين جمع [متملك بلاد سيس] [٤] أكابر مملكته وحضر خليفتهم بزعمهم واستشاروه فى إرسال القطيعة قبل تقرير [الهدنة واليمين] [٥] فأشار عليهم بدفعها، وإطفاء الثائرة. وتعريف السلطان أنهم بأجمعهم دخلوا تحت طاعته وانتسبوا إلى غلمانيته وعبوديته، وخلعوا طاعة من سواه من التتار وغيرهم. وسألوا مراحم السلطان، وبذلوا له الرغبات، فكان مما عرضوه على الرسول المذكور أن قالوا له: إن اختار السلطان أن


[١] المماليك السلطانية: هم الطبقة الأولى من الجند، وهم أعظمهم شأنا، ومنهم تؤمر الأمراء رتبة بعد رتبة (المصدر نفسه ٤/١٥) .
[٢] فى «أ» و «ك» (كحكن) وفى الدرر (٣/٢٦٤ بالجيم، وهو كجكن المنصورى أحد الأمراء الكبار بدمشق، مات سنة ٧٣٩ هـ.
[٣] أورد المقريزى فى السلوك (٢/٢٣٦) سببا آخر لهذه الحملة.
[٤] ما بين الحاصرتين أضيفت للتوضيح.
[٥] فى «ك» (الهدية واليمن) وما أثبتناه من «أ» لموافقته السياق.