للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلف، ولم يلبث الضحاك أن غدر بالمختار، فحبسه فى قصر ريدة فى صفر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، فاستمر فى الحبس إلى شوال من السنة، وقتله [١] ، وكان على بن وردان- من موالى آل يعفر- قد غلب على صنعاء، وثار الأسمر يوسف ابن أبى الفتوح- وقام معه قومه خولان- يعارض بنى يعفر وبنى الضحاك، فقصدوه وهو بجدان [٢] ، فهزمهم، وقتل من همدان خلقا كثيرا، ثم مات فى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة واستخلف أخاه سابورا، فسار إليه الضحاك وابن أبى الفتوح إلى/ (٩٧) بلد خولان فلم يظفرا منه بشىء، فعاد الضحّاك إلى صنعاء، وسار سابور يريد ذمار، فلحقه الأسمر فقتله فى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وكاتب الضحاك أبا الجيش ابن زياد صاحب زبيد بالطاعة، وخطب له بصنعاء فى شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

ولما تعطلت المخاليف من يحصب ورعين، وظهر أمر السفهاء اجتمع الوجوه إلى الأسمر بن أبى الفتوح، وسألوه أن يكاتب الأمير [٣] عبد الله بن قحطان بن أبى يعفر- وهو يومئذ بشبام- أن يقوم بالأمر، فخرج الأمير [٣] عبد الله بن السرّ [٤] فأقام به مع ابن أبى الفتوح أياما، ثم سار نحو كحلان، فأقام به مدة، ورجع إلى صنعاء، فدخلها فى سنة ثلاث وخمسين [وثلاثمائة] ، فانهزم الضحّاك منها [٥] ، ولم يلبث ابن قحطان أن خرج من صنعاء، واستعادها الضحاك، وأعاد الخطبة لابن زياد، فلم يستقر له أمر، وعاد أمر البلاد لابن قحطان، فأقام يتردد من شبام إلى كحلان إلى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وتجهز للنزول بزبيد [٦] ، فلقيه صاحبها ابن زياد، واقتتلوا، وكانت الدائرة على ابن زياد، وقتل من عسكره خلق كثير، ودخل ابن قحطان زبيد فى شهر ربيع من السنة، فنهب دور ابن زياد، ونهب عسكر زبيد أقبح نهب، وأقام بها ستة أيام، وعاد نحو كحلان،


[١] فى ابن خلدون (٤/١١١) أن المختار قتله أبو القاسم الضحاك الهمدانى سنة ٣٤٤ هـ.
[٢] لم أجده فى كتب البلدان، ولعله تحريف «حدان» أو «جران» أو «جداد» ، وانظر الأكليل ٨/١٣٨، ١٧٨) أو جهران وهو من مخاليف اليمن (مراصد ١/٢٣٦) .
[٣] فى «أ» ص ٩٧ (الأمين فى الموضعين.
[٤] السر من مخاليف اليمن، قبالته مرسى للبحر (مراصد ٢/٧٠٧) .
[٥] فى «أ» ص ٩٧ (منه) .
[٦] فى «أ» ص ٩٧ (لنزول زبيد) .