للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتزوج زوجة الملك المسعود، وهى بنت جوزا، وأقام بزبيد حتى قرر قواعدها، وسار منها إلى حصن تعزّ/ (١٣٦) وتسلم التّعكر فى سنة سبع وعشرين، ثم استولى فى السنة على الأعمال الصنعانية. فأقطعها ابن أخيه الأمير أسد الدين محمد بن بدر الدين، وتسلم حصنى بيت عز وحبّ فى سنة ثمان وعشرين وستمائة.

وفيها طلع إلى صنعاء، وحصل الصلح بينه وبين الأمير شمس الدين بن الإمام، وعمه عماد الدين يحيى بن حمزة، وعقدوا صلحا عاما بينهم، وطلع المنصور صنعاء مرة أخرى فى سنة تسع وعشرين، وتسلم حصنى بكر وكوكبان، وحصن براش [١] ، واستولى على بلد علوان [بن عبد الله بن سعيد [٢]] الجحدرى وحصونه فى سنة ثلاثين، وتسلم حصون حجّة والمخلافة، ومخلافيهما فى سنة أربع وثلاثين، وهى من حصون الإمام، ثم أعادهما عليه، وتم الصلح بينهما، ثم طلع المنصور مرة ثالثة إلى صنعاء فى سنة سبع وثلاثين، وتسلم حصن الكميم، وأتاه وهو بصنعاء خبر مقتل نجم الدين بن أبى زكرى [٣] بحضرموت، وتسلم جبل حفاش، وهو من معاقل اليمن المشهورة فى سنة إحدى وأربعين، واستولى على جبال العوادر وحصونهم فى سنة خمس وأربعين، وكانت بينه وبين الإمام أحمد بن الحسين القاسمى الحسنى [٤] فى سنة ست وأربعين حروب وعاد إلى صنعاء فى شهر رمضان سنة ست وأربعين، ورجع منها فى شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين، فلما استقر بمستقر ملكه، ونزل قصر الجند، وثبت عليه جماعة من مماليكه فقتلوه وذلك فى/ (١٣٧) سنة سبع وأربعين وستمائة باتفاق من أسد الدين محمد، وفخر الدين أبى بكر ولدى أخيه بدر الدين حسن، وكان سبب ذلك أن أسد الدين استشعر من عمه [أنه يقصد أخذ صنعاء [٥]] منه، ويقطعها لابنه الملك المظفر يوسف، فكره ذلك، وباطن مماليك عمه ووعدهم، وحسّن لهم قتله، فقتلوه، وكان ملكا حازما كريما سريع النهضة حسن السياسة.


[١] ضبطه فى تاج العروس (مادة ب ر ش) بفتح الباء، وعبارته براش (كسحاب) وبريش (كزبير) حصنان من حصون صنعاء اليمن. وفى ياقوت (معجم البلدان ٢/٩٨) بكسر الباء، قال وهو حصن على جبل نقم مطل على صنعاء.
[٢] الزيادة من الخزرجى (العقود ١/٧٣، ٩٤) وانظر فهرس أعلام العقود اللؤلؤية.
[٣] فى المصدر السابق (١/٦٤) نجم الدين أحمد بن أبى زكرى.
[٤] كان الزيدية قد أقاموه فى «ثلا» إماما عليهم فى شهر صفر من السنة (العقود اللؤلؤية ١/٧٥) .
[٥] ما بين الحاصرتين من «أ» ص ١٣٧، وفى «ك» «استشعر عمه أن يأخذ صنعاء منه» .