للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صهره وهو أستاذ داره، وكاتبه، ووالى ذمار، ونقيبه، وأربعة من مماليكه، فوصل عسكر صنعاء إلى الملك المؤيد فعوضهم ما أخذه الأكراد، وجرّد الأمير شجاع الدين عمر بن القاضى العماد أمير جاندارة، والأمير شمس الدين عباس ابن محمد إلى جهة صنعاء من طريق تهامة، فدخلا ذمار، وانحازت الأكراد بجملتها إلى الوادى الحار، فقصدهم العسكر، وقاتلوهم ثلاثة أيام، وقتل من الأكراد ثلاثة نفر، وأخذت خيلهم، ثم تفرقت الأكراد فى كل ناحية، وعاد الأميران إلى ذمار، ثم حصر الأميران الأكراد بمصنعة عبيدة ثلاثة أشهر إلى نصف رمضان، وأنفقت أموال جليلة، فلم تجد المحاصرة شيئا، فتركا الحصار، وسار الأمير عباس بعسكر صنعاء إلى صنعاء، واجتمع الأكراد إلى الإمام ابن المطهر [١] ، وحالف بنى شهاب وأهل الحصون، فقويت شوكته، وقصد حصن ظفار، فأخذه وحط فى حدّة، فقاتل من بصنعاء، ووقعت حرب عظيمة على باب صنعاء ولم يكن فيها إلا/ (١٧٠) الأمير شمس الدين عباس فى جمع قليل من عسكرها، فثبت حتى وصلت إليه عساكر السلطان، وابن المطهّر مقيم فى حدّة، وظهره بلاد بنى شهاب، فلما اتصل ذلك بالملك المؤيد بادر بنفسه إلى صنعاء، فدخلها فى يوم الخميس الثالث والعشرين من شوال، ووجه ولده الملك المظفر إلى قاع بيت الناهم [٢] فنزل به يوم الاثنين السادس من ذى القعدة، واستولى على بيت [٣] خبص، وانهزم ابن المطهر هو ومن معه من الأكراد إلى حاقد [٤] ، ثم طلعوا إلى سبأ، وأقام ابن المطهر بجبل رهقة، والأكراد فى البروية، ثم افترقوا فسار الأكراد نحو طوران، وقد باطنوا أصحابه، وسار ابن مطهر نحو ذروان.

وفى سنة عشر وسبعمائة تسلم الأمير شمس الدين عباس حصن عزّان، ونقل محطته نحو ظفار فحط بالطّفة [٥] ، ونصب المنجنيق على حصن تعز، فرغب الأشراف فى الصلح، فوقع، وعاد الملك المؤيد من صنعاء إلى تعز فى


[١] هو الإمام محمد بن المطهر بن يحيى، خلف والده المطهر بن يحيى بن المرتضى بن القاسم وتوفى سنة ٧٢٨ هـ فى ذى الحجة بحصن ذمرمر، ودفن به (المقتطف ١٢٧) .
[٢] فى الخزرجى (١/٣٨٨) «إلى قاع بيت الباهم» ومثل المثبت فى بهجة الزمن ص ٢٦٢ (ط. الحبشى) وقال فى هامشه: وبعضهم يقول الفاهم بالفاء، وهو من حضور.
[٣] كذا فى أ، ك، وفى (مراصد الاطلاع) ١/٤٣١ حنص- بضم الحاء والنون- من نواحى ذمار باليمن.
[٤] حاقد: من حصون صنعاء من حازة بنى شهاب (مراصد ١/٣٧٢) .
[٥] فى الخزرجى (١/٣٩٣) الطفة: الطفة مشرفة على حصن تعز.