للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خاناة وكانوا مؤيديه، فوصل العرب إلى المكان الذى تقرر طلوعهم منه، وكان بينهم وبين العبيد إشارة، فلما علم العبيد بهم أرسلوا لهم الحبال التى أعدوها للطلوع، فطلع الحصن أربعون رجلا، وباتوا تلك الليلة فى الشراب خاناة، وهى الليلة السادسة من شهر رمضان، فلما نزل الطواشى شهاب الدين/ (١٨١) موفق الخادم بمفاتيح أبواب الحصن خرجوا عليه فضربوه بالسيوف وأخذوا منه المفاتيح، ودخلوا على الملك المنصور، وطلع العرب بظاهر البيوت، ونادوا باسم المجاهد، فترامى العرب المنصورية من الحصن، وقاتل شمس الدين الطّنبا والى الحصن قتالا عظيما، فقتل.

ولما علم الناصر بهذه الحادثة ركب فى جماعة من العسكر إلى أسفل الحصن، فلم يتهيأ لهم ما أرادوا، وقام سواد البلد على الناصر، ونادوا بشعار المجاهد، وحمل الناس إلى المجاهد بالحبال، وملك الحصن ثانيا، واستولى على ما فيه، وقبض على عمه المنصور، فلم يزل فى اعتقاله إلى أن مات فى المحرم سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، ودفن بمدرسة أبيه المظفّر.

ولما ملك المجاهد ثانيا حلف لمماليك أبيه، وكتب لهم ذرّاعة [١] بالأمان والوفاء، وجمع ملوك بنى رسول كلهم عنده تحت الاحتياط ما خلا ولدى الواثق، فإنه لم يعثر عليهما، واستناب فى السلطنة الأمير جمال الدين نور، وكان شديد الكراهية له، وطلب من عمه الملك المنصور أن يكتب إلى ولده الملك الظاهر بتسليم الدملوة، فكتب إليه كتابا شافيا، فامتنع الظاهر من/ تسليمها، فأرسل إليه عسكرا مقدمه الأمير شجاع الدين عمر بن علاء الدين والشيخ أحمد بن عمران الغياتى [٢] ، والشيخ عمران بن أبى بكر المغلسى [٣] ، فخامر [٤] جماعة من الأشعوب على الظاهر مقدمهم، ومكنوا عسكر المجاهد من طريق يفضى بهم إلى الصلىّ [٥] ، وحاصروا/ (١٨٢) حصن المنصورة،


[١] فى بهجة الزمن ص ٢٨٩ «ذمامة» .
[٢] هكذا فى أ، ك، وفى الخزرجى (٢/٦) العبابى.
[٣] هكذا فى أ، ك، وفى الخزرجى (٢/٦) الشيخ عمر بن أبى بكر العنسى وورد فى (٢/٣٠) « ... وكان طريقه على بلاد المغلسى» وفى بهجة الزمن ص ٢٩٠ «العيانى» .
[٤] فى أص ١٨١ «جامر» وما أثبتناه من ك، والخزرجى (٢/٦) والذى فى اللغة «المخامرة: المقاربة والمخالطة والاستتار» .
[٥] الضبط من: (مراصد الاطلاع ٢/٨٥١) وفسره بأنه ناحية قرب زبيد باليمن، وفى بهجة الزمن ص ٢٩٠ «الصلو» وفى هامشه «انه جبل فى بلاد المعافر» .