للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وعلى الأمراء فى يوم الاثنين خامس الشهر، وقدم تقدمته، وأهدى للأمراء هداياه، وقبل ذلك منه، ثم أعطى بعد ذلك بأيام قباء الشّتاء بطردوحش.

فلما كان فى يوم الاثنين تاسع عشر الشهر المذكور، وحضر إلى الخدمة السلطانية على عادته، ومشى فى خدمته نائب السلطنة الأمير سيف الدين أرغون [١] إلى دار النيابة، فقال له نائب السلطنة: قد برز أمر السلطان أن تتوجه إلى نيابة السلطنة وتقدمة العسكر/ (٢٠٦) بغزّة، فظن أن المراد بذلك القبض عليه، فامتنع من قبول الولاية، فقال: ما المملوك من هذا القبيل، أنا من جملة أوشاقية السلطان، فإن كان قد رسم فىّ بأمر فمن الآن، وحل سيفه بيده، فغضب نائب السلطنة منه، وعوّقه بدار النيابة، واجتمع بالسلطان، وأخبره بذلك، فأرسل السلطان إليه الأمير سيف الدين قجليس [٢] أمير سلاح، وأمره بأنه متى أصر على الامتناع يقتله، فكلمه فى ذلك وراجعه، فصمم على أنه لا يتوجه إلى غزة أبدا، واختار الاعتقال على ذلك، فاعتقل [فى برج عند باب القلعة] [٣] وخرج إقطاعه للأمير سيف الدين طينال، وفرق إقطاع طينال، فكمل للأمير سيف الدين أيتمش المحمدى مائة فارس، وقدم على ألف، وأمر فى يوم الخميس الثانى والعشرين من الشهر اثنان بطبلخاناة، أحدهما: على ما بقى من الإقطاع المحلول عند تنقل الأمراء، والثانى: على إقطاع الأمير سيف الدين، ونقل بهادر البدرى إلى نيابة السلطنة [بقلعة الكرك، وتضمن تقليده أن يكون نائبا عن أولاد السلطان بالكرك، ونقل نائب السلطنة بالكرك إلى نيابة السلطنة] [٤] وتقدمة العسكر بغزة المحروسة.

وعرض السلطان فى يوم الخميس المذكور المماليك الكتابية، وعين منهم سبعين مملوكا لخدمة ولده الذى تقرر إرساله إلى الكرك.


[١] أرغون بن عبد الله الناصرى، نائب السلطنة، ثم نائب حلب من مماليك الناصر محمد بن قلاوون اشتراه ورباه وتبنى به، ومات بحلب فى ربيع الأول سنة ٧٣١، وانظر فى ترجمته وأخباره (الدرر ١/٣٥١) والنجوم (٩/٢٨٨) والسلوك (٢/٢٦٨ و ٣٣٩ حاشية ١) .
[٢] قجليس بن عبد الله: أمير سلاح، كان من خواص الناصر يندبه فى المهمات، وزوجه ابنته. انظر ترجمته فى الدرر ٣/٢٤٣ و ٢٤٤) والنجوم (٩/٢٨٧) والسلوك (٢/٣٣٩) ووفاته سنة ٧٣١ هـ.
[٣] عبارة «ك» فى هذا الموضع مضطربة ونصها: «فاعتقل بالبرج المعروف بالأتابكى بعد أن رسم لبهادر العلمى نائب الصاح بتقييده، فقيد «وما أثبتناه من «أ» ص ٢٠٦ ومثله فى السلوك (٢/٢٦٨) .
[٤] ما بين الحاصرتين سقط من ك، وأثبتناه من «أ» ص ٢٠٦.