للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما قارب ثغر الإسكندرية أرسل الأمير علاء الدين مغلطاى الجمالى مدبر المملكة وأستاذ دار العالية إلى الثغر، وأمره بالإفراج عن الأميرين سيف الدين طاجار المحمدى [١] ، وسيف الدين كيتم [٢] ، وأمره أن يكشف أحوال الأمراء المعتقلين بالثغر، ومن اختار أن يكتب قصة [٣] فليستصحبها معه، ففعل ذلك، وكتب الأمراء قصصا بما أحبوا، وامتنع الأمير بهادر النقوى [٤] أمير جاندار- كان- والأمير سيف الدين بلبان الشمسى من كتابة قصة، وقالوا: نحن لنا ذنوب عند السلطان، وبأى وجه نرفع إليه قصة، فلما عاد الأمير علاء الدين إلى السلطان عرض على السلطان قصص الأمراء وأخبره بامتناع الأميرين المذكورين من كتابة قصة، وبما قالاه، فشملتهما عواطفه، وأمر بالإفراج عنهما، وأحضرا إلى المخيم المنصورى، وخلع على الأمراء الأربعة المذكورين، وحضروا إلى القاهرة فى يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذى الحجة.

وفيها فى ليلة الأحد ثامن عشر صفر توفى الشيخ الإمام المقرئ المتقن المعمر تقى الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن على بن سالم ابن مكى المصرى الشافعى المعروف بالصائغ [٥] شيخ القراءات فى وقته، وكانت وفاته بمصر، وصلى عليه يوم الأحد بعد صلاة الظهر بالجامع العمرى بمصر، وأمّ الناس فى الصلاة/ (٢٠٩) عليه قاضى القضاة بدر الدين محمد بن جماعة الشافعى، ودفن بالقرافة، ومولده فى ثامن عشر جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وستمائة بمصر، قرأ القرآن على الكمال الضرير، وسمع الحديث من الرشيد العطار، وابن البرهان، وغيرهما رحمهما الله تعالى.

وتوفى فى ليلة السبت مستهل شهر ربيع الأول الخطيب جمال الدين محمد بن الخطيب تقى الدين محمد بن مجد الدين الحسن بن الشيخ تاج الدين


[١] هكذا فى الأصل، ومثله فى أص ٢٠٨ وكذلك فى السلوك (٢/٢٦٩) وفى النجوم (٩/١٤٦) والدرر (٢/٢١٣) طاجار الماردينى الناصرى.
[٢] الضبط من الدرر (٣/٢٧٠) وترجمته فيه، ووفاته سنة ٧٤٩ هـ.
[٣] القصة- فى اصطلاحهم- تعنى الشكوى أو الالتماس.
[٤] فى «أ» ص ٢٠٨ ما قبل القاف غير منقوط، والتحرير من السلوك (٢/٢٦٩) والدرر (١/٤٩٨) .
[٥] فى «أ» ص ٢٠٨ غير منقوط، وفى ك الصانع، وما أثبتناه من السلوك (٢/٢٧٠) والدرر (٣/٣٢٠) وله فيه ترجمة طويلة.