للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أليس عندك سكر «١» للتى جعلت ... ما ابيضّ من قادمات الرأس كالحمم

فغنّاه فأحسن فيه كلّ الإحسان. فلما قمت للانصراف قلت: يا أبا علىّ، أضعف الجميع. فقال له أحمد: ما هذا الذى أسمعكما تقولانه ولست أدرى ما معناه؟ فقال:

نحن نبيعك ونشتريك منذ الليلة وأنت لا تدرى. وقال محمد بن عبد الله بن مالك:

سألنى إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ يوما: من بقى من المغنّين؟ قلت: وجه القرعة محمد بن عيسى. فقال: صالح كيّس؛ ومن أيضا؟ قلت: أحمد بن يحيى المكىّ.

قال: بخ بخ! ذاك المحسن المجمل الضارب المغنّى، القائم بمجلسه لا يحوج أهل المجلس الى غيره. وكانت وفاته في أوّل خلافة المستعين.

ذكر أخبار هاشم بن سليمان مولى بنى أميّة

يكنّى أبا العباس. وكان موسى الهادى يسمّيه أبا الغريض. قال أبو الفرج:

وهو حسن الصنعة غزيرها؛ وفيه يقول الشاعر:

يا وحشتى بعدك يا هاشم ... غبت فشجوى بك لى لازم»

اللهو واللّذّة يا هاشم ... ما لم تكن حاضره ماتم

وقال الأصبهانىّ بسند رفعه إلى هاشم:

أصبح موسى أمير المؤمنين يوما وعنده جماعة فقال: يا هاشم غنّنى:

أبهار قد هيّجت لى أوجاعا

فإن أصبت مرادى فيه فلك حاجة مقضية. قال: فغنّيته، وهو:

أبهار قد هيّجت لى أوجاعا ... وتركتنى عبدا لكم مطواعا