للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حمدتك ليلة شرفت وطابت ... أقام سهادها ومضى كراها

سمعت بها غناء كان أولى ... بأن يقتاد نفسى من عناها

ومسمعة بحار السّمع فيها ... ولم تصممه، لا يصمم صداها

مرت أوتارها فشفت وشاقت ... فلو يسطيع حاسدها فداها

ولم أفهم معانيها ولكن ... ورت كبدى فلم أجهل شجاها

فكنت كأننى أعمى معنّى ... بحبّ الغانيات وما رآها

وقال كشاجم فى بحّة حلق المغنّى:

أشتهى فى الغناء بحّة حلق ... ناعم الصوت متعب مكدود

كأنين المحبّ أضعفه الشو ... ق فضاهى به أنين العود

لا أحبّ الأوتار تعلو كما لا ... أشتهى الضرب لازما للعمود

وأحبّ المحنبات [١] كحبّى ... للمبادى موصولة بالنّشيد

كهبوب الصّبا توسّط حالا ... بين حالين شدّة وركود

وقال الناجم:

شدو ألذّ من ابتدا ... ء العين فى إغفائها

أحلى وأشهى من منى ... نفس وصدق رجائها

وقال محمد بن بشير:

وصوت لبنى الأحرا ... ر أهل السّيرة الحسنى

شج يستغرق الأوتا ... ر حتى كلّها تفنى

فما أدرى اليد اليسرى ... به أشقى أم اليمنى؟


[١] فى ديوان كشاجم طبع بيروت وفى نسختين مخطوطتين منه أيضا محفوظتين بدار الكتب المصرية:
«وأحب المجنبات» .