للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلّ امرئ يرتاح منه لنغمة ... على حسب الطّبع الذى منه يبعثه

شكاضرب يمناها فظلّت يسارها ... تطوّقه طورا وطورا ترعّثه

فما برحت حتى أرتنا مخارقا ... يجاوبه فى أحسن النّقر عثعثه

وحتى حسبت البابليّين [٢] ألقيا ... على لفظها السّحر الذى فيه تنفثه

وقال آخر:

جاءت بعود تناغيه فيسعدها ... انظر بدائع ما تأتى به الشّجر

غنّت على عوده الأطيار من طرب ... رطبا، فلما ذوى غنّت به البشر

فلا يزال عليه أو به طرب ... يهيجه الأعجمان: الطير والوتر

وقال آخر:

سقى الله أرضا أنبتت عودك الذى ... ذكت منه أنفاس وطابت مغارس

تغنّت عليه الورق والعود أخضر ... وغنّت عليه الغيد والعود يابس

وقال آخر:

لا تحسب العود إن غنّتك شادنة ... جاءتك بالطّيف فيه نغمة الوتر

وإنما الطير ألقت عنده خبرا ... فعذّبوه فنمّ العود بالخبر

وقال آخر:

فكأنه فى حجرها ولد لها ... ضمّته بين ترائب ولبان

طورا تدغدغ بطنه فإذا هفا ... عركت له أذنا من الآذان

وقال الناجم:

إذا احتضنت عودها عابث ... وناغته أحسن أن يعربا

تدغدغ فى مهل بطنه ... فيسمعنا مضحكا معجبا


[١] يريد هاروت وماروت اللذين ورد ذكرهما فى القرآن الكريم.