للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لو بعين فقئت [١] عين سوى ... أختها وانفقأت لم أحفل

تحمل العين قذى العين كما ... تحمل الأمّ أذى ما تفتلى [٢]

إنّنى قاتلة مقتولة ... فلعلّ الله أن يرتاح لى

يا قتيلا قوّض الدهر به ... سقف بيتىّ جميعا من عل

ورمانى فقده [٣] من كثب ... رمية المصمى به المستأصل

هدم البيت الذى استحدثته ... وبدا [٤] فى هدم بيتى الأوّل

يا نسائى دونكنّ اليوم قد ... خصّنى الدهر برزء معضل

مسّنى فقد كليب بلظى ... من ورائى ولظى مستقبلى

ليس من يبكى ليومين كمن ... إنما يبكى ليوم ينجلى

درك الثائر شافيه وفى [٥] ... دركى ثارى ثكل المثكل

ليته كان دمى فاحتلبوا ... دررا منه دما من أكحلى

ولما مات معاوية بن أبى سفيان اجتمع الناس بباب يزيد فلم يقدروا على الجمع بين التهنئة والتعزية، حتى أتى عبد الله بن همّام فقال: يا أمير المؤمنين، أجزل الله أجرك على الرزيّة. وبارك لك فى العطيّة، وأعانك على الرعية؛ فقد رزئت عظيما، وأعطيت جسيما؛ فآشكر الله على ما أعطيت، واصبر على ما رزيت؛ فقد فقدت خليفة الله، وأعطيت خلافة الله؛ ففارقت جليلا، وأعطيت جزيلا؛ إذ قضى معاوية نحبه؛ ووليت الرياسة، وأعطيت السياسة؛ فأورده الله موارد السرور، ووفّقك فى جميع الأمور:


[١] فى رواية أخرى أشار اليها هامش الأصل: «فديت عين سوى» .
[٢] افتلى الصغير: رباه.
[٣] فى رواية أشير اليها فى هامش الأصل: «ورمانى قتله ... » .
[٤] فى الكامل لابن الأثير (ج ١ ص ٣٨٩ طبع أوربا) : «وانثنى فى هدم ... » .
[٥] فى الكامل لابن الأثير: «يشتفى المدرك بالثأر وفى ... » .