للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا عصفت [١] فيه الجنوب اعتلى له ... جناحا عقاب فى السماء مهجّر

إذا ما انكفا فى هبوة الماء خلته ... تلفّع فى أثناء برد محبّر

وحولك ركّابون للهول عاقروا ... كؤوس الرّدى من دارعين وحسّر

تميل المنايا حيث مالت أكفّهم ... إذا أصلتوا حدّ الحديد المذكّر

إذا رشقوا بالنار لم يك رشقهم ... ليقلع إلا عن شواء مقتّر

صدمت بهم صهب العثانين دونهم ... ضراب كإيقاد اللّظى المتسعّر

[يسوقون أسطولا كأنّ سفينه ... سحائب صيف من جهام وممطر [٢]]

كأنّ ضجيج البحر بين رماحهم ... إذ اختلفت ترجيع عود مجرجر

تقارب من زحفيهم فكأنما ... تؤلّف من أعناق وحش منفّر

فما رمت [٣] حتى أجلت الحرب عن طلى ... مقطّعة فيهم وهام مطيّر

على حين لا نقع يطرّحه [٤] الصّبا ... ولا أرض تلفى للصريع المقطّر

وكنت ابن «كسرى» قبل ذاك وبعده ... مليئا [٥] بأن توهى صفاة ابن «قيصر»

جدحت له الموت الذّعاف فعافه ... وطار على ألواح شطب مسمّر [٦]

مضى وهو مولى الريح يشكر فضلها ... عليه ومن يول الصّنيعة يشكر

وحيث ذكرنا الجهاد وفضله والوقائع والحروب، فلنذكر ما قيل فى المرابطة فى سبيل الله.


[١] كذا فى ديوان البحترى، وفى الأصل: «اذا ما علت» .
[٢] زيادة من الديوان.
[٣] فمارمت: لم تبرح مكانك.
[٤] رواية الديوان: « ... تطوحه الصبا» .
[٥] الملىء بالأمر: المضطلع به القدير عليه.
[٦] كذا فى الديوان. وفى الأصل: «مشمر» بالشين المعجمة وهو تحريف.