للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثانى- أنه أضيف إلى رجل من جرهم كان يتعبد فيه، اسمه أبو قبيس.

ويقال فيه أبو قابوس، وشيخ الجبال. وكان من قبل يسمّى بالأمين.

وقال محمد بن السائب الكلبىّ: «إن الله عز وجل لما خلق الأرض، مادت بأهلها. فضربها بجبل السّراة فاطمأنت» .

وهو أعظم جبال العرب وأكثرها خيرا، ويسمّى الحجاز. وهو الذى حجز بين تهامة ونجد. فتهامة من جهته الغربية مما يلى البحر، ونجد من جهته الشرقية.

وهو آخذ من قعر عدن إلى أطرار [١] الشأم» . ويسمّى هناك جبل لبنان. فإذا تجاوز اللاذقية ومرّ بالثغور، سمّى جبل اللّكّام. ثم يمتدّ فى بلاد الروم إلى بلاد أرمينية، فيسمّى هناك حارثا وحويرثا. ثم يمتدّ إلى بحر الخزر، وفيه «الباب والأبواب» .

وقال بعض المفسرين فى قوله تعالى: «ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ»

إنه جبل محيط بالعالم من زمرّدة خضراء، وإن جبال الدّنيا متفرّعة عنه.

وقال قوم: إن السماء مطبقة عليه والشمس تغرب فيه، وهو الحجاب الساتر لها عن أعين الناس، فى أحد الوجوه المفسّر بها قوله تعالى: «حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ» .

وقال قوم: إن منه إلى السماء مقدار ميل، وإن الذى يرى من خضرة السماء مكتسب من لونه.

وقال ابن حوقل: جميع الجبال الموجودة فى الدّنيا متفرّعه عن الجبل الخارج من بلاد الصين، مشرقا ذاهبا على خط مستقيم إلى بلاد السودان مغرّبا.


[١] فى الأصل أطبران، وهو تحريف. والتصحيح عن البكرى: أطرار الشام وفيه فى موضع آخر «أطراف بوادى الشام» ومثل هذا فى ياقوت. وأطرار الوادى نواحيه وكذلك أطرار البلاد والطريق واحدها طر. وأطرار البلاد أطرافها. (عن تاج العروس) .