للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيم الهامة؛ فإنهم زعموا أن هذه الصورة لا يليق بصاحبها الذكاء والفطنة.

قال بعض الشعراء:

وشمول كأنما اعتصروها ... من معانى شمائل الكتّاب

هذا ما قيل فى صفة الكاتب.

[وأما ما ينبغى للكاتب أن يأخذ به نفسه،]

فقد قال إبراهيم الشيبانىّ:

أوّل ذلك حسن الخط الذى هو لسان اليد، وبهجة الضمير، وسفير العقول، ووحى الفكر، وسلاح المعرفة، وأنس الإخوان عند الفرقة، ومحادثتهم «١» على بعد المسافة ومستودع السرّ، وديوان الأمور.

وقد قيل فى قوله تعالى: (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ)

: إنه الخطّ الحسن.

وقد اختلف الكتّاب فى نقط الخطّ وشكله، فمنهم من كرهه قال سعيد بن حميد الكاتب:

لأن يشكل الحرف على القارئ أحبّ إلىّ من أن يعاب الكاتب بالشكل.

وعرض خطّ على عبد الله بن طاهر فقال: ما أحسنه لولا أنه أكثر شونيزه «٢» ونظر محمد بن عبّاد إلى أبى عبيد وهو يقيّد البسملة فقال: لو عرفته ما شكلته.

ومنهم من حمده فقال: حلّوا عواطل الكتب بالتقييد، وحصّنوها من شبه التصحيف والتحريف.

وقيل: إعجام الكتب يمنع من استعجامها «٣» ، وشكلها يصونها عن إشكالها.