للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يبطل هذا الغرض، ولهذا قال الإمام عبد القاهر: ما من اسم يحذف فى الحالة التى ينبغى أن يحذف فيها إلا وحذفه أحسن من ذكره، فمن حذف المبتدإ قوله تعالى: سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها

أى هذه سورة، وقول الشاعر:

لا يبعد الله التلبّب «١» والغارات ... إذ قال الخميس نعم

أى هذه نعم، قال عبد القاهر: ومن المواضع التى يطّرد فيها حذف المبتدإ بالقطع «٢» والاستئناف أنهم يبدعون بذكر الرجل ويقدّمون بعض أمره، ثم يدعون الكلام الأوّل ويستأنفون كلاما [آخر «٣» ] واذا فعلوا ذلك «٤» أتوا فى أكثر الأمر بخبر من غير مبتدإ، مثال ذلك قوله:

وعلمت أنّى يوم ذاك ... منازل كعبا ونهدا

قوم إذا لبسوا الحدي ... د تنمرّوا خلقا «٥» وقدا

وقال الحطيئة:

هم حلوا من الشرف المعلّى ... ومن حسب العشيرة حيث شاءوا

بناة مكارم وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب «٦» الشفاء

وأمثلة ذلك كثيرة.