للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإلا فما يبكيه فيها «١» وإنّها ... لأوسع ممّا كان فيه وأرغد

إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنه ... بما سيلاقى من أذاها يهدّد

وأمثال ذلك فى الشعر كثيرة.

وأما المذهب الكلامىّ

- فهو إيراد حجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام نحو قوله عز وجل: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا

ومنه قول النابغة يعتذر إلى النّعمان:

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب

لئن كنت قد بلّغت عنّى جناية ... لمبلغك الواشى أغشّ وأكذب

ولكنّنى كنت امرءا لى جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب

ملوك وإخوان اذا ما مدحتهم ... أحكّم فى أموالهم وأقرّب

كفعلك فى قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم فى مدحهم لك أذنبوا

يقول: أنت أحسنت إلى قوم فمدحوك، وأنا أحسن إلىّ قوم فمدحتهم، فكما أنّ مدح من أحسنت إليه لا يعدّ ذنبا فكذا مدحى لمن أحسن إلىّ لا يعدّ ذنبا.

قال ابن أبى الإصبع، ومن شواهد هذا الباب قول الفرزدق:

لكلّ امرئ نفسان نفس كريمة ... ونفس يعاصيها الفتى ويطيعها

ونفسك من نفسيك تشفع للنّدى ... إذا قلّ من أحرارهنّ شفيعها

يقول: لكلّ إنسان نفسان: نفس مطمئنة تأمره بالخير، ونفس أمّارة تأمره بالشرّ، والإنسان يعاصى الأمارة مرّة ويطيعها أخرى، وأنت إذا أمرتك الأمّارة