للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثله قول المتنبىّ فى وصف الأسد:

ورد «١» إذا ورد البحيرة شاربا ... بلغ الفرات زئيره والنّيلا

قالوا: ومن أمثلة الغلوّ قول النّمر بن تولب فى صفة السيف:

تظلّ تحفر عنه إن ضربت به ... بعد الذّراعين والساقين والهادى.

[وأما القسم]

- فهو أن يريد الشاعر الحلف على شىء فيأتى فى الحلف بما يكون مدحا [له «٢» ] وما يكسبه فخرا، أو يكون هجاء لغيره، أو وعيدا، أو جاريا مجرى التغزل والترقق؛

فمثال الأوّل قول «٣» مالك بن الأشتر النّخعىّ: ... بقّيت وفرى وانحرفت عن العلا

وقد تقدّم الاستشهاد بهما فى النظم، فإنها تضمّنت فخرا له، ووعيدا لغيره؛ وكقول أبى علىّ البصير يعرّض بعلىّ بن الجهم:

أكذبت أحسن ما يظنّ مؤملى ... وعدمت ما شادته لى أسلافى

وعدمت عاداتى التى عوّدتها ... قدما من الإخلاف والإتلاف

وغضضت من نارى ليخفى ضوءها ... وقريت عذرا كاذبا أضيافى

إن لم أشنّ على علىّ (غارة «٤» ) ... تضحى قذى فى أعين الأشراف

وقد يقسم الشاعر بما يزيد الممدوح مدحا، كقول القائل:

إن كان لى أمل سواك أعده ... فكفرت نعمتك التى لا تكفر