للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما التندير-

فهو أن يأتى المتكلّم بنادرة حلوة، أو نكتة مستظرفة يعرّض فيها بمن يريد ذمّه بأمر، وغالب ما يقع فى الهزل، فمنه قول أبى تمام فيمن»

سرق له شعرا:

من بنو بحدل، من ابن الحباب «٢» ... من بنو تغلب غداة الكلاب

من طفيل، من عامر، أم من الحا ... رث، أم من عتيبة بن شهاب

إنما الضّيغم الهصور أبو الأش ... بال هتّاك كلّ خيس «٣» وغاب

من عدت خيله على سرح شعرى ... وهو للحين راتع فى كتاب

يا عذارى الكلام صرتنّ من بع ... دى سبايا تبعن فى الأعراب

لو ترى منطقى أسيرا لأصبح ... ت أسيرا ذا عبرة واكتئاب

طال رغبى إليك مما أقاسي ... هـ ورهبى يا ربّ فاحفظ ثيابى

ومن ذلك ما قاله شهاب الدين بن الخيمىّ يعرّض بنجم الدين بن اسرائيل لمّا تنازعا فى القصيدة المعروفة لابن «٤» الخيمىّ التى أوّلها:

يا مطلبا ليس لى من غيره أرب

فقال من قطعة منها:

هم العريب بنجد مذ عرفتهمو ... لم يبق لى معهم مال ولا نشب

فما ألمّوا بحىّ أو ألمّ بهم ... إلا أغاروا على الأبيات وانتهبوا

لم يبق منطقه قولا يروق لنا ... لقد شكت ظلمه الأشعار والخطب.