للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ختمها بقوله:

وإذا لم يكن من الهجر بدّ ... فعسى أن تزورنا «١» فى الخيال

وكقول ابن الرومىّ:

فيا له من عمل صالح ... يرفعه الله إلى أسفل.

[وأما التدبيج]

- وهو أن يذكر الشاعر أو الناثر ألوانا يقصد بها الكناية أو التورية بذكرها عن أشياء من وصف أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير ذلك من الفنون، فمن ذلك قول الحريرىّ فى بعض مقاماته: فمذ ازورّ المحبوب الأصفر واغبرّ العيش الأخضر، اسودّ يومى الأبيض، وابيضّ فودى «٢» الأسود، حتى رثى لى العدوّ الأزرق، فحبّذا الموت الأحمر.

وهذا التدبيج بطريق التورية. وقال بعض المتأخّرين يصف موقف السلطان الملك الناصر بمصاف شقحب «٣» الكائن بينه وبين التتار فى شهر رمضان سنة اثنتين وسبعمائة:

وما زال بوجهه الأبيض، تحت علمه الأصفر، يكابد الموت الأحمر، تجاه العدوّ الأزرق، الى أن حال بينهما الليل الأسود، وبكّر فى غرّة نهار الأحد الأشعل وامتطى السبيل الأحوى الى أن حلّ بالأبلق. يريد بالأبلق: القصر الظاهرىّ الذى بالميدان الأخضر بظاهر مدينة دمشق؛ ومن أمثلة هذا الباب «٤» قول ابن حيّوس الدّمشقى: