للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القلم، وانزوت أحشاء القرطاس، وأجرّ «١» فم الفكر، فلم يبق فى أحدها إسعاد لى على مكاتبتك، ولا بشاشة عند محاولة مخاطبتك- لقوارص «٢» عتابك، وقوارع ملامك [التى أكلت أقلامك «٣» ] ، وأغصّت «٤» كتبك، وأضجرت رسلك، وضميرى طاو لم يطعم تجنيا عليك، ونفسى وادعة لم تحرّك ذنبا إليك، وعقدى مستحكم «٥» لم يمسسه وهن فيك؛ وأنا الآن على طرف الإخاء معك، فإما أن تبهرنى بحجّة فأتنصّل «٦» عندك، وإما أن تفى بحقيقة فأستديم خلّتك «٧» ، وإما أن تأزم «٨» على يأسك فأقطع حبلى منك؛ كثيرا ما يكون عتاب المتصافين حيلة تسبر المودّة بها، وتستثار دفائن «٩» الأخوة عنها، كما يعرض الذهب على اللهب، ويصفّى المدام بالفدام «١٠» ، وقد يخلص الودّ على العتب خلوص الذهب على السبك، فأما إذا أعيد وأبدى وردّد وتوالى فإنه يفسد غرس الإخاء، كما يفسد الزرع توالى الماء.

[ومن كلام أبى الوليد بن طريف]

من جواب عن المعتمد الى ذى الوزارتين ابن يحفور صاحب شاطبة بسبب أبى بكر بن عمّار: